في نهائيات كأس الأمم الآسيوية بجاكرتا، تأكدت أن لدينا مشكلة مع "الآخر" حين وقف "كل الجمهور الأندونيسي المسلم" مع كل منتخب يلعب ضد منتخب بلد الحرمين الشريفين رغم أننا نوظف الأندونيسيين وندعم اقتصادهم!!! كتبت حينها أننا لا نجيد تسويق أنفسنا ولا نعرف كيف نجعل الآخر يحبنا، وأعيد فتح الملف مرة أخرى لأنني لم أر أي تطور على هذا الصعيد رغم أهمية هذه القضية التي تسببت في خسائر فادحة للوطن في شتى شؤون الحياة وفي مقدمتها الرياضة. "لا أحد يحبنا" .. هل تزعجكم هذه العبارة؟، دعوني أزعجكم اليوم، شريطة أن نفكر بصوت مقروء للبحث عن حقيقة الأمر ثم التعرف على سبب المشكلة وإيجاد الحلول. ففي كرة القدم تعتبر "أخطاء التحكيم جزء من اللعبة"، ولكنها أخطاء تصب عادة في صالح الفريق المستضيف، لأن الحكم ببساطة حين يتردد في اتخاذ القرار يتأثر عاطفياً بالجماهير فيخطئ لمصلحتهم، كما أن أخطاء التحكيم تكون لك وعليك بنسب متفاوتة. ولكنني لا أتذكر أن المنتخب السعودي قد استفاد من أخطاء التحكيم، كما أن تكرار الأخطاء ضد فريقنا الوطني على ملاعبنا وبين جماهيرنا يثير الكثير من علامات الاستفهام. الحكم السنغافوري المسلم أشار بيده لنقطة الجزاء ثم غير رأيه وطرد "الهزازي"، ولو كانت المباراة في كوريا لقلت بأن الحكم أخطأ التقدير وتأثر بالجماهير، ولكنه هذه المرة أخطأ التقدير وعاند الجماهير، فقرار الحكم يتأثر بعاطفته ونحن لم نتمكن من جعل هذا الحكم أو غيره يتعاطفون معنا، ولذلك ستتكرر أخطاء التحكيم ضد منتخبنا، مهما كانت جنسية الحكم، فقد ظلمنا الحكم في نهائي آسيا وأمام إيران وكوريا في الرياض وفي بطولة الشباب في الشرقية، بشكل يلغي عامل الصدفة ويؤكد أن هناك مشكلة تستوجب الحل العاجل. من وجهة نظري الخاصة أننا نلعب دوراً هاماً في عدم كسب الآخر، ولا أبالغ حين أقول بأن سلوكنا العام في الداخل والخارج لا يعطي انطباعاً إيجابياً عنا، فعلى سبيل المثال - لا الحصر - نحن نسيح في الأرض نبحث عن بعضنا، ولا نبني أي علاقة مع جنسيات أخرى، ولا نتواصل بإيجابية مع الآخر. ولعل آخر أمثلة التواصل السلبي، كان السلوك المشين لجمهورنا أثناء عزف السلام الكوري، والذي ربما أثر على نفسية الحكم. باختصار لو كان الحكم السنغافوري المسلم يحبنا لاحتسب ضربة الجزاء وربما طرد الحارس وتأهلنا إلى كأس العالم، فكروا معي في الأمر واكتبوا هنا وهناك، لنبدأ التغيير بإجابتكم: لماذا لا يحبنا الآخر؟.. وعلى دروب المحبة نلتقي.