هناك من يرى تسلطية دور النشر والتوزيع على فرض عناوينها على المؤلفين.. الأمر الذي جعلها تشكل ظاهرة في السنوات الأخيرة، وخاصة مع المؤلفين حديثي التجربة بالتأليف.. فبم تعلق؟ الأستاذ عبدالرحيم الأحمدي، صاحب دار المفردات للنشر والتوزيع أجاب قائلاً: عنوان الكتاب يمثل أهمية كبيرة في تقديم الكتاب للقارئ، وتحريضه على اقتنائه، لما يتوقع من أن المكتوب من عنوانه، فالعدوان وشكل الغلاف يجذبان القارئ، باعتبارهما يحملان دلالة على محتوى الكتاب. وأضاف الأحمدي: مما سبق فعادة ما يتفق الناشر مع المؤلف على الهدف الذي يحققه العنوان، فالمؤلف بدأ من ولادة موضوع كتابه في ذهنه حتى مثول الكتاب مولودا بين يديه، وهو يفكر في اختيار العنوان كما يفكر الأهل في اختيار أسماء مواليدهم حتى إذا ما عرض الكتاب على الناشر الذي يعينه - أيضاً - هذا المولود من وجهة نظر تسويقية، فعندها قد يصطدم المؤلف مع الناشر ذي الخبرة، وهنا يتم التفاهم - إن لم تلتق وجهة النظر - لاختيار عنوان وغلاف يحققان هدف الجهتين. ومضى عبدالرحيم قائلاً: على أي حال، في مؤسسة المفردات تطرح الاقتراحات، والاستشارات على المؤلفين، ويصدر الكتاب في شكل من إبداع الطرفين، إلا أنه عندما يصر المؤلف على اختياره يرجح رأي المؤلف فهو صاحب القرار. وختم صاحب دار المفردات إجابته قائلاً: المؤسسة تقدر وجهة نظر المؤلف لاختمارها في ذهنه فترة طويلة، ربما مثلت فيها اختيارات كثيرة.. من هنا تجد لدينا الكثير من المصممين الذين يقدمون تصوراتهم للمؤلفين، ويضعون أمامهم أكثر من تصور.. وعلى المؤلف بعد ذلك اختيار ما يميل إليه.