من الممثلين الشباب الذين برزوا في الآونة الأخيرة، بدأ كمنتج يحاول تقديم أفكار جديدة ومختلفة عما يقدم في الساحة، لكنه اصطدم بالعديد من العقبات التي كشفت له صعوبة الإنتاج في بلد لا يمتلك البنية التحتية للإنتاج الفني. مشعل المطيري يعترف بأنه ممثل قبل أن يكون منتجا، وبالرغم من تجربته اليتيمة في عالم الإنتاج، في مسلسل "المشهد الأخير" (يعرض حالياً على قناة الكويت)، إلا أن المطيري يعدها ناجحة على المستوى المهني، حيث أدخلته في كواليس عالم الإنتاج وأضافت الكثير من العلاقات إلى رصيده الشخصي. "مرحلة الإنتاج انتهت بالنسبة لي" ويضيف بأن السبب في ولوجه لعالم الإنتاج كان لإيمانه الشديد، هو وزملاؤه نايف خلف وصالح العلياني بتقديم مشروع فني جديد ومغاير على الساحة، وأن شركات الإنتاج السعودية في الوقت الحالي بدأت تتبنى وجهة نظر مشابه لما يريد المطيري أن يقدمه في الساحة، لذلك فإن مشروع الإنتاج مؤجل لديه في الوقت الحالي، وسيكتفي بالالتزام مع شركة الصدف بتقديم ثلاثة أعمال سنوية كممثل. وعما إذا كان الاحتكار ليس من صالح الممثلين الشباب، أنكر مشعل المطيري تلك النظرة موضحا أنه في ظل وجود بيئة إنتاجية فقيرة كالتي لدينا فلا مجال للشباب سوى شركات الإنتاج التي يقع على عاتقها توجيه الممثل وتوفير الأعمال له. والمطيري في الوقت الحال يستعد للتمثيل في المسلسل التراجيدي "عذاب" بدور ممثل مسرحي. وبهذا الخصوص سألناه إذا ما كانت شركة الإنتاج تفرض عليه الأعمال بالقوة وفقا لإلزامية العقد بأداء ثلاثة أعمال سنوية على الأقل، فأجاب بأن هناك مرونة كبيرة في شركة الصدف. ومع ذلك فقد لمح المطيري إلى أنه سبق وأن شارك في مسلسلات تلفزيونية لم يكن مقتنعا بها بالكامل، لكنه كان مقتنعا بالدور على الأقل وقال: "هناك الكثير من الممثلين في السعودية يضطرون لأداء أدوار غير راضين عنها في أعمال غير مقتنعين فيها!". ولا يرى مشعل المطيري أنه كرر نفسه كثيرا من خلال تقديم أدوار "المتدينين" التي أشتهر بأدائها، ويقول "أدوار المتدينين كانت مختلفة عن بعضها، ففي "الحور العين" قمت بدور شخص متدين طيب تم استغلاله، وفي "كيف الحال" قمت بدور رجل متدين يستغل الدين لمآربه الشخصية، بينما في طاش قدمت دور رجل متدين بشكل إيجابي جدا". وهو لا يخشى من خوض مثل هذه التجربة مرة أخرى في حال ما إذا قدم له شخصية متدين تضيف لمسيرته، فالمطيري على حد قوله ليس معنيا بتقديس الأشخاص ولا تهمه المعارك التي تقوم بين التيارات المختلفة. وأضاف في مجمل حديثه عن الممثل السعودي بأنه يتحمل فوق طاقته ويعطى مهام تفوق قدراته، والظروف الدرامية السعودية التي تفتقر لكتاب ومخرجين أجبرت الممثل على ذلك!. "الممثل في السعودية أيضا يعطى أكبر من حجمه أحيانا، ويبالغ في تقديره ويتحمل مدى سوء العمل بعض الأحيان، بالرغم من أنه مسئول فقط عن إتقان أدائه فقط، فالكاتب هو المسئول عن فكرة العمل والمخرج يتحمل مدى سوء التنفيذ". وأوضح المطيري بأن الممثل لا يجب عليه أن يتمتع بثقافة عالية مقارنة بالكاتب والمخرج، فكل ما على الممثل هو أنه يجيد التمثيل. ويرى مشعل في هذه النقطة تلخيصاً لإشكالية الدراما السعودية، القائمة على "التجارب الإبداعية الفردية والتي تنتهي بانتهاء هؤلاء الأفراد". ويؤمن بأن إقامة المعاهد والأكاديميات المتخصصة ضرورة لرفع مكانة الدراما السعودية لما في ذلك من "تأسيس لمعايير فنية في الوسط الدرامي يتم الاعتماد عليها"، ووفقا لذلك يرى بعدم مطالبة الجميع بوجود نقاد حقيقيين في ظل عدم وجود أكاديميات تخرجهم وتخرج معهم ممثلين ومخرجين يتشاركون معهم نفس المعايير، على العكس من "الوضع الانطباعي" الحالي. ويلقي المطيري على عاتق المؤسسات الحكومية المعنية بالشأن الثقافي مسئولية تثقيف المجتمع وزيادة وعيه حول الدراما وأهميتها، ويتساءل إذا ما كانت هذه المؤسسات في البداية قد تعي دور الدراما في المقام الأول. ويصف وضع التأليف الدرامي في السعودية ب "الأقل من المأمول" وأن "كل الأعمال والأفكار متشابهة" ويضيف بنوع من الأسى "لا يوجد لدينا كاتب مبدع، فكل كتابا للأسف مستكتبون". وعن تصريحه الذي سبق نشره في (ثقافة اليوم) عن المسلسلات التركية يحب أن يضيف مشعل بأن المسلسلات التركية قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك التناقض الكبير في المجتمع من خلال مدى التجاوب مع مسلسلات تتعارض مع عاداتنا وثقافتنا وفي نفس الوقت يتم رفض أي فكرة جريئة يتعرض لها مسلسل سعودي؟، ويستغرب من عدم منح الفن مشروعيته في المجتمع بناء على التجاوب الجماهيري مع المسلسلات التركية التي هي في النهاية ليست سوى استجابة منطقية وطبيعية لاحتياج الإنسان الطبيعي للفن. وبعيدا عن التلفزيون وقضاياه، فإن المطيري يصف نفسه بعاشق للمسرح، الذي يلخص إشكاليته بهذا التساؤل "هل يرضى المشاهدون مشاهدة جميع المسلسلات السعودية بدون ممثلة، وأن تكون كل القضايا المطروحة قضايا ذكورية؟"، "فمتى ما استقام مسرحنا الأعرج أصبحنا في ذلك الوقت نملك مسرحاً حقيقياً". ويضيف بأنه ليس هناك فرقا بين عمل المرأة في المسرح والتلفزيون وبين عملها في المستشفى، فكل العملين يوجد بهما اختلاط وليس خلوة محرمة، "فلماذا يتحسس الجمهور كل ذلك التحسس من رؤية المرأة واقفة على خشبة المسرح؟". وعن تجربته المسرحية في عيد الفطر الأخير من خلال مسرحية "عرندس المليون" يقول "أردنا تقديم مسرحية مختلفة عن مسرحيات التهريج السائدة في الفترة الحالية".