دعا الدكتور سعود بن عبدالعزيز بن راشد آل رشود عميد معهد الأمير سلمان للتدريب والاستشارات الاجتماعية أستاذ علم الجريمة المساعد بقسم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الى مواصلة نشر الوعي الأمني بين فئات المجتمع بمشاركة المتخصصين في علم الجريمة والإعلام ليشعر كل فرد انه مسؤول عن أمن وطنه ومجتمعه وأن عليه مسؤولية تجاهه، ومواصلة الحملات الامنية بسبب شعور المجتمع بالأمن والاطمئنان والراحة والاستقرار عندما يلمس الجهود العظيمة التي يحققها رجال الأمن ودورها الفاعل في خفض معدلات الجريمة وبث الروح المعنوية في رجال الأمن مما يجعلهم يواصلون جهودهم للسهر على امن المجتمع وراحته، بالاضافة الى تفاعل المواطن وشعوره بأنه شريك مع رجال الأمن لتطهير المجتمع من الجريمة والمجرمين. وقال في حوار مع "الرياض" حول بحث اعده عن اهمية الحملات الامنية ان الجرمية لا احد ينكر وجودها فهي "ظاهرة اعتيادية" تفرض وجودها في جميع المجتمعات ويصعب القضاء عليها بشكل كامل وهي بلا شك ظاهرة مرضية ومرعبة ومخيفة، اذا زاد حجمها بشكل يهدد كيان المجتمع، بل ان من علماء الجريمة من يؤكد بأنه لا نظام قانوني او قضائي او شرطة او عقاب يتمكن من معالجة المجتمع من الجريمة بشكل كامل. فإلى نص الحوار: أخبار الجريمة @ زاد اهتمام المجتمع خلال الفترة الماضية باخبار الجريمة. فهل لهذا دلالات سلبية أم ايجابية؟ - بالتأكيد لا احد ينكر اهتمام الناس بأخبار الجريمة ولهذا السبب تجد الصحف ووسائل الاعلام بشكل عام تركز على هذا النوع من الأخبار او حتى الأفلام التي يتم عرضها. ويؤكد ان هذه الحقائق نتاج بعض الدراسات التي اجريت في الولاياتالمتحدةالأمريكية على عينة من الصحف الأمريكية، حيث بينت ان 25% الى 30% من التغطية الكلية من تلك الصحف تتعامل مع الجريمة. ولكن المشكلة تكمن في ان يقود الخوف من الجريمة الى الفزع والقلق، كما يظهر ذلك جليا في نتائج الدراسات التي اجريت على المجتمع الأمريكي، حيث ان الخوف من الجريمة والعنف ادى الى ازدهار في مبيعات الاقفال وأنظمة الحماية المتطورة وغير ذلك من السلع التي تعتمد على خوف المواطن. توفر المعلومات @ الجريمة تقلق العديد من المجتمعات. وقد قمت ببحث عن واقعها في مجتمعنا فما هي ابرز مرتكزات البحث؟ - نعم ان الجريمة اليوم قد اضحت مصدر قلق لمعظم دول العالم والمملكة من تلك المجتمعات التي اهتمت بالجريمة وأسبابها وسعت ولازالت تسعى لإيجاد افضل السبل للقضاء عليها. لذلك فقد اولت الدولة اهمية قصوى للبيانات الخاصة بالجريمة وغيرها من البيانات المتعلقة بالسكان من حيث الحجم والنمو والخصائص السكانية والأوضاع المعيشية والتوزيع الجغرافي للسكان والموارد الطبيعية لتنفيذ الخطط الاقتصادية والتنموية، وهذا يؤكد اهمية التوصل الى بيانات تتصف بمستوى عال من الدقة والشمول لأن ذلك يساعد المخططين ومتخذي القرار في اقرار الخطط الشاملة على جميع المستويات، كذلك تستخدم هذه البيانات لقياس مدى النجاح او الفشل للخطط والسياسات المنفذة. ولإيضاح اثر ما يقوم به رجال الأمن من دور في مكافحة الجريمة من خلال الحملات الأمنية المكثفة التي قامت بها شرطة منطقة الرياض عام 1426ه (1426/2/5ه حتى 1426/8/8ه) فقد تم اختيار عام 1426ه لتوفر البيانات الإحصائية الرسمية لنفس العام، وكنت اتمنى توفر احصائيات عام 1427ه لتضمينه هذه الدراسة، وتم تسليط الضوء على مدينة الرياض لسهولة الحصول على البيانات الخاصة بنشاطات الأجهزة الأمنية. وهذا يعني بأن البيانات تمثل فقط نتائج الحملات الأمنية التي تمت في فترة محددة وبشكل متقطع. واجزم ان هناك الكثير من الانجازات التي تلت الحملات الأمنية قد سجلت في الإحصاء الرسمي لكن لم تتضمنها الإحصائيات التي تم جمعها لغرض الدراسة. وهذا بالتأكيد كان له أثر على نتائج الدراسة حيث ان ما تم رصده من تلك الحملات يمثل مدينة الرياض فقط اما الكتاب الإحصائي فيمثل منطقة الرياض. كذلك الكتاب الإحصائي يمثل عام 1426ه بينما نتائج الحملات الأمنية فتمثل اشهر معينة من السنة. تشجيع رجال الأمن @ يقول بعض المتابعين إنه رغم هذه الحملات الأمنية إلا أن الجرائم لا زالت مستمرة. هل يعني هذا أن هناك خللاً ما؟ - إن ما يشعر به البعض من كثرة الجرائم وانتشارها لا يعني أن الجهات الأمنية على اختلاف مسمياتها لا يقومون بواجبهم على الوجه المرضي والمطلوب بل إن ما يسعون له من اكتشاف للجريمة والقبض على المجرمين يعطي دليلاً واضحاً أن الجهات الأمنية تقوم بدورها الذي يشعر به كل مواطن مخلص يتفاعل مع تلك الحملات. لذا، يجب تشجيع وتحفيز رجال الأمن حيث أن كثيراً من الجرائم المسجلة تمت على أيديهم. وهذا يقودنا إلى التمييز بين الجريمة التي تسجل بعد حدوثها - حيث أن دور رجال الأمن التحقيق وتعقب الجناة -، والجريمة التي يُبلغ عنها الضحية فيتم تسجيلها، وبين الجريمة التي تكتشف وفي كثير من الأحوال تمنع على يد رجال الأمن قبل حدوثها. فعلى سبيل المثال، لو أن تلك الحملات الأمنية لم تنفذ فإن الخاسر هو الوطن والمواطن من خلال بقاء خلايا كثيرة من العصابات والمجرمين يصولون ويجولون دون حسيب أو رقيب. بمعنى آخر، لقد صانت تلك الحملات المجتمع وأفراده من عدد لا باس به من السرقات وترويج المخدرات وغير ذلك من الجرائم. توصيات البحث @ هل ترى من خلال البحث نجاح هذه الحملات وضرورة مواصلتها؟ - نعم لا بد أن تتواصل هذه الحملات وبشكل منظم حيث أثبتت النتائج أن فوائد تلك الحملات كثيرة جداً، منها على سبيل المثال لا الحصر: تدريب عملي لرجال الأمن على طرق تتبع المجرمين وملاحقتهم والتعامل معهم بشكل علمي مدروس. والمتتبع للخطوات التي قام بها رجال الأمن يتضح جلياً أن عامل المداهمة وتتبع حركات المجرمين خير وسيلة لاستئصال بؤرة الإجرام. من خلال هذه الحملات يضمن رجال الأمن بأن تصرفاتهم وتحركاتهم لن تعتمد فقط على ردود الأفعال، بل سيكون لهم دور المبادرة بحيث يتم إخضاع تصرفات المجرمين وتحركاتهم لردود الأفعال التي يريدها رجال الأمن. وشعور المجتمع بالأمن والاطمئنان والراحة والاستقرار عندما يلمس الجهود العظيمة التي يحققها رجال الأمن وأن لها دورا فاعلا في خفض معدلات الجريمة. وبث الروح المعنوية في رجال الأمن مما يجعلهم يواصلون جهودهم للسهر على أمن المجتمع وراحته. ومن واقع تلك الحملات يتفاعل المواطن ويشعر بأنه شريك مع رجال الأمن لتطهير المجتمع من الجريمة والمجرمين. لذلك يجب مواصلة نشر الوعي الأمني بين فئات المجتمع بمشاركة المتخصصين في علم الجريمة والإعلام في تلك الحملات ليشعر كل فرد أنه مسؤول عن أمن وطنه ومجتمعه وأن عليه مسؤولية تجاهه مما يحتم عليهم التعاون مع رجال الأمن في التبليغ عن الجريمة وعدم التستر أو التعاون مع من يحاول أن يعبث بأمن الوطن أو يسيء إليه.