تحتفل الجامعة العربية في الثاني والعشرين من نوفمبر من كل عام بيوم "المغترب العربي"، بعد أن قرر مجلس وزراء الخارجية العرب مؤخرا تعيين هذا اليوم للاعتراف بجهود المغتربين العرب وبنجاحاتهم المشهود بها في عديد من دول المهجر، والذين أكدوا وبإصرار على أن تكون لهم بصمات واضحة ومميزة في عملية تنمية مجتمعاتهم الجديدة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى في خطاب وجهه لبعثات جامعة الدول العربية المنتشرة في كافة دول العالم: لقد كان للعديد من دوائر المغتربين العرب أنشطة ثقافية نجحوا من خلالها في المساهمة ليس فقط في المحافظة على هويتهم العربية وترسيخها في عقول أبنائهم، وإنما أيضاً في التواصل الثقافي والحضاري مع مجتمعاتهم الجديدة، وقد اتخذت هذه المساهمات صوراً عدة أبرزها الاهتمام ببناء المدارس والمراكز الثقافية العربية. ولقد أصبح للمغتربين العرب حالياً دور سياسي وتنموي وثقافي يمكن أن يكون له انعكاسات هامة على العالم العربي سواء في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي أو الاستثمار وغيرها من المجالات الحيوية والتي من المؤكد أنها ستساهم في الدفع بعجلة التنمية في بلدانهم الأم. وإدراكاً لأهمية هذا الدور، فإن الجامعة العربية ومن منطلق اهتمامها بقضايا ومشاغل المغتربين العرب بكل أنحاء العالم قامت بإنشاء إدارة مستقلة تُعنى بشؤون المغتربين العرب في إطار الهيكلة الجديدة للأمانة العامة لتكون بمثابة همزة وصل للتنسيق بين المغتربين أينما كانوا وأوطانهم الأم، ودراسة وبحث القضايا التي تهم المغتربين ووضع إستراتيجية هادفة لتحقيق مصالحهم، والعمل بالتعاون معهم على مساعدتهم في مواجهة الاتهامات التي تروجها بعض الدوائر المغرضة ضد العرب وثقافتهم وتراثهم العريق. وحرصت الجامعة العربية على تعميم البيان الصادر عن مجلس الجامعة بتاريخ 22مايو (أيار) 2007الداعي إلى الوقوف يوم 5يونيو (حزيران) من كل عام في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً ولمدة دقيقة واحدة حداداً على أرواح الضحايا والشهداء الذين سقطوا عبر هذه السنوات جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية على عدد من مؤسسات المغتربين العرب في الخارج وإلى التظاهر السلمي للجاليات العربية أمام السفارات الإسرائيلية اعتراضا على استمرار الاحتلال. كما تعتزم الجامعة العربية عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من الجاليات المغتربة بمقر الأمانة العامة في الربع الأول من عام 2009، وذلك كمبادرة للتواصل مع المغتربين العرب ورموزهم من خلال هذا التجمع وبهدف مناقشة قضايا ومشاغل المغتربين العرب ووضع تصور للاستفادة من الكفاءات لعربية المهاجرة.