دفع قلق القرصنة الذي يساور ملاك ناقلات النفط وسفن الشحن العملاقة إلى تغيير مسار الناقلات القادمة من والى الخليج العربي وجزء من منطقة الشرق الأوسط للمرور حول رأس الرجاء الصالح قرب جنوب أفريقيا بدلا من قناة السويس تفاديا للقرصنة التي يشنها قراصنة من القرن الأفريقي مستخدمين فرقاطات عسكرية تمت سرقتها من بعض الدول الأفريقية ما أدى إلى ارتفاع أجور الشحن بنسبة 20% بما في ذلك التأمين على السفن وناقلات النفط العملاقة. وقالت شركات نقل بحرية عالمية انها بدأت فعليا في توجيه ناقلاتها وسفنها التي في عرض البحر للإبحار بعيدا عن القرن الأفريقي المضطرب وتفادي الاقتراب من النقاط الساخنة وتلك التي لا تسيطر عليها قوات تؤمن سلامة الناقلات التي تجوب البحار والمحيطات التي تنقل النفط إلى أسواق الاستهلاك وكذلك البضائع، ما اضطرها إلى إعادة التفاوض مع شركات التأمين لتغطي تلك المناطق النائية الأمر الذي رفع من أجور التأمين. وتخشى شركات النقل أن يفضي ذلك إلى تأخير في وصول شحنات النفط إلى أسواق الاستهلاك في الأوقات المحددة ويتسبب في حدوث شح في إمدادات البترول الخام ما يعيق من إنتاج المصافي النفطية في الأسواق الأمريكية والأوروبية لا سيما في هذا الوقت من العام حيث يرتفع الاستهلاك لمواجهة طلبات الشتاء في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وهو عامل سيساهم مستقبلا في ارتفاع أسعار المنتجات البترولية المكررة ويضغط على اقتصاديات المستهلك النهائي وسط انكماش اقتصادي ينهلك كاهل الشعوب العالمية. وتعمقت المخاوف لدى شركات النقل العالمية بعد اختطاف ناقلة النفط السعودية نجمة الشعرى التي ترسو بصورة قسرية على أحد الموانئ الصومالية بعد أن اختطفها قراصنة في عرض البحر واجبروها على التوجه إلى هذه المنطقة تحت تهديد السلاح وسط غياب تكاتف دولي لحماية مقدرات الشعوب التي تجوب البحار وفوضى أمنية عارمة تلف بعض الدول الأفريقية ما أتاح الفرصة للمجرمين إلى القرصنة على السفن والناقلات التي ترتاد البحار المجاورة حيث تشير الإحصائيات إلى أن القراصنة شنوا أكثر من 88 هجوما على ناقلات نفط وسفن شحن عالمية منذ يناير الماضي احتجزوا من خلالها 250 شخصا. من جهة ثانية واصلت أسعار النفط في حصد خسائر تقدر بحوالي 100 دولار للبرميل عن آخر سعر بلغته في يوليو الماضي جراء تراجعها نتيجة إلى ضغوط كساد الاقتصاد العالمي الذي يعززه انكماش الاقتصاد الأمريكي والأوروبي وكذلك الاقتصاد الياباني الذي يتهيأ للحاق به حيث هبطت أسعار النفط أمس الجمعة في نهاية تعاملاتها الأسبوعية إلى مستوى 48 دولارا للبرميل لخام ناميكس القياسي بينما تدحرج خام برنت القياسي إلى سعر 47,40 دولارا للبرميل وسط تعاملات ضئيلة ، مندفعا بتوجه المضاربين إلى المتاجرة بسعر العملات في ظل ارتفاع صرف الدولار أمام العملات الأجنبية الأخرى. أسعار المعادن النفيسة تجاوبت مع هذا التراجع إلا أن اسعار الذهب حافظت على مستوياتها السعرية عند 748 دولارا للاوقية.