تراجعت أرباح الشركة السعودية للخدمات الصناعية "سيسكو" خلال الأشهر التسعة المنتهية في 2008/09/30إلى 1.70مليون ريال من 6.2ملايين لنفس الفترة من العام 2007، أي بانكماش بلغت نسبته 73في المائة، وأرجعت الشركة السبب إلى ما تحملته من حصتها في مصاريف مرحلة ما قبل التشغيل لإحدى الشركات التابعة، شركة بوابة البحر الأحمر، مشروع الرصيف البحري، والذي سيتم تنفيذه على مدى السنتين المقبلتين، ويبدأ مرحلة التشغيل المبدئي نهاية عام 2009، كما منيت الشركة بخسائر بنحو 5.3ملايين خلال العام 2007بسبب محفظتها في الأسهم المحلية. من هذه المقدمة، يبدو أن الخسائر سمة ملازمة لهذه الشركة، فرغم انخفاض سعر سهمها إلى مستويات متدنية، فمكررات السهم سالبة أو أكبر من الحد المسموح به. وإذا أخذنا في الاعتبار التدفقات النقدية من التشغيل التي تضاعفت عام 2007عنها في عام 2006؛ وهو مؤشر جيد جدا، إلا أنه غير كاف ما لم تخرج الشركة من دوامة الخسائر؛ لأنه رغم التحسن الذي طرأ على المبيعات فقد صاحب ذلك ارتفاع كبير في المصروفات، والتي قفزت إلى 63مليون ريال عام 2007من 28مليون ريال عن العام 2006.ومع أن قيمة السهم الدفترية عند 11ريالا، وقيمته الجوهرية البالغة 12.30، وهما جدا مغريتان، إلا أن على الشركة الدخول في مشاريع مربحة وتقليص المصاريف حتى تأتي مكررات الربح موجبة لتدعم ذلك، خاصة لشركة مضى عليها في السوق نحو 20عاما. فقد تأسست الشركة السعودية للخدمات الصناعية "سيسكو" بموجب قرار وزارة التجارة رقم 223وتاريخ 1409/3/7، المعزز بالسجل التجاري رقم 4030062502في 1409/04/10، الموافق 1988، برأسمال قدره 59مليون ريال، وتمت زيادته مرحلياً حتى وصل إلى 400مليون ريال، نهاية عام 2004.كما وافق مجلس الإدارة بتاريخ 1425/05/08على اعتماد إستراتيجية جديدة للشركة للسنوات الخمسة المقبلة، والمتمركزة في تحويل الشركة إلى مجموعة من الشركات من خلال دراسة واحتضان فرص استثمارية جديدة في مجال البنية التحتية، مناطق إعادة التصدير، الطاقة والمياه، الخدمات اللوجستية، مع التخلي عن المشاريع القائمة في المدن الصناعية والمتمثلة في الإعاشة، محطات الوقود، الصيانة لشركة تشغيل الخدمات المساندة "إسناد" والتي تم تأسيسها مع نهاية عام 2004.واستنادا على إغلاق سهم "سيسكو" الأسبوع الماضي، 22نوفمبر 2008، على 9.55ريالات، بلغت القيمة السوقية للشركة 649مليون ريال، موزعة على 40مليون سهم، مملوكة بالكامل للقطاع الخاص، تحظى المؤسسات والشركات بنسبة 79في المائة من أسهم "سيسكو"، بينما تبلغ نسبة الأفراد 21في المائة. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 9.45ريالات و 10.6، بينما تراوح خلال عام بين 8.40ريالات و30، ما يعني أن السهم تذبذب خلال سنة بنسبة 109.64في المائة، وهي نسبة تذبذب مرتفعة. من النواحي المالية، أوضاع الشركة، النقدية مقبولة بسبب معدلات السيولة رغم ارتفاع معدل الخصوم إلى حقوق المساهمين إلى نسبة 65.63في المائة، ومعدل الخصوم إلى الأصول عند 39.12في المائة، وهما مرتفعان، ولكن معدل السيولة النقدية البالغة 106ومعدل التداول عند 1.52، ربما يعني أن الشركة قادرة على مواجهة التزاماتها المالية على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز التساؤل، خاصة للأداء المتذبذب وغير الصحي، فرغم ارتفاع المبيعات والأصول إلا أن النتائج النهائية غير مريحة، وغير مطمئنة، خاصة لشركة مضى عقدين من الزمن دون تحقيق نتائج مشجعة. وفي مجال السعر والقيمة، جاء مكرر الربح للعام 2007سلبيا، نتيجة الخسائر التي منيت بها الشركة خلال العام 2007والعام 2006، ونتيجة لذلك تعذر حساب مكرر الربح إلى النمو. تبلغ قيمة السهم الدفترية 11.27ريالا، أي أن مكرر قيمة السهم الدفترية دون الوحدة وهو ممتاز، وبلغت القيمة الجوهرية للسهم 12.30ريالا وهو أيضا ممتاز، لأنهما دون قيمة السهم السوقية، ويشيران إلى أن سعر السهم أقل من قيمته العادلة، ولكن ذلك في ظل مكررات موجبة هذا التحليل لا يعني بأي حال من الأحوال توصية بالشراء، بالبيع، أو بالمحافظة على السهم، بل يقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام المستثمر الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته.