افتتح في مدينة الشارقة المؤتمر الثاني لتاريخ الخليج العربي "مؤتمر الملاحة البحرية في الخيلج العربي عبر العصور" والذي استضافته دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية بالتعاون مع قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة وحضر حفل الافتتاح الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب سمو حاكم الشارقة. وشارك معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري في فعاليات المؤتمر بمشاركة ست وأربعين ورقة علمية من دول الخليج العربي، كما شاركت دارة الملك عبدالعزيز بمعرض مصورمتنقل عن الملاحة في الخليج العربي وذلك ضمن فعاليات المؤتمر، ويشمل المعرض صوراً مختلفة تعبر عن حياة الخليج العربي وحركة السفن والصيد على مر التاريخ وكذلك مجموعة من الوثائق التاريخية عن المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية المطلة على الخليج العربي، بالإضافة إلى تعريف بأنشطة وإصدارت الدارة. وتأتي مشاركة دارة الملك عبدالعزيز في المعرض بدعوة من دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية وضمن دورها في خدمة تاريخ الجزيرة العربية والتعريف بمصادره التاريخية المختلفة. وأشاد مدير عام دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية علي المري بدور إمارة الشارقة في احتضانها لمناخات العلم والفكر مما يساهم في تهافت المثقفين والمهتمين إليها ومن هذا المنطلق الرصين يأتي هذا المؤتمر والذي يعبر عن الرغبة في إعادة إحياء التاريخ وطرح التوثيقات بتفاصيلها كما تطرق للحديث عن الجهود المبذولة في إعداد وتنظيم هذا المؤتمر مشيرا أنه جاء نتيجة عمل متواصل امتد لما يقارب العام وبتعاون مشترك ما بين الدارة وجامعة الشارقة وتقدم مدير عام دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية بجزيل الشكر والعرفان لمقام سمو حاكم الشارقة على رعايته الكريمة للمؤتمر ودعمه اللامحدود لإنجاحه وواصل شكره لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث. والقى الدكتور سامي عبد الحميد المحمود مدير جامعة الشارقة كلمه قال فيها بأن رعاية سمو حاكم الشارقة لهذا المؤتمر العلمي ما هي إلا تأكيد جديد لنهج قويم قديم طالما اتبعه سموه دعما للعلم وتشجيعا للبحث العلمي مسديا له جزيل الشكر وصادق الامتنان على ما سلف وما سيلحق من مكارم لسموه على العلم والعلماء.. وأكد بأن جامعة الشارقة تسعى سعيا حثيثا لتحقيق أحد أهم أهدافها من خلال المشاركة في هذا المؤتمر والمتمثل في تعميق روح الانتماء للأمة وتأصيل شعور الاعتزاز بالهوية الوطنية المنفتحة على المحيط الإنساني الرحب. كما قدمت اللجنة المنظمة للمؤتمر كلمة ألقاها الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر الملاحة البحرية في الخليج العربي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية أوضح فيها الدور الذي لعبته الكلية متمثلة بقسم التاريخ والحضارة الإسلامية في إقامة مثل هذا المؤتمر الذي يسعى إلى مد حبل التواصل بين ماضي هذه المنطقة الأصيلة والأمة العربية الإسلامية والحاضر الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى إبراز ماضي امتنا بالوجه المشرق الذي كانت عليه وأضاف بأن أهمية هذا المؤتمر تكمن في تميز منطقة الخليج العربي بتراث بحري أصيل خلد في سجل التاريخ العالمي من حيث الانجازات البحرية والتجارية والثقافية والعلمية..كما أكد على ان رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ودعمه للمؤتمر يعد أعظم نجاح نفخر به وهذا بحد ذاته يدعونا إلى تقديم كل ما هو متميز على الدوام. وأشار الدكتور حسنين ربيع رئيس اتحاد المؤرخين العرب في كلمته إلى دور التاريخ في حفظ ذاكرة الأمم ودور المؤرخين في حراسة تلك الذاكرة.. مؤكدا على انه في ظل التقدم التكنولوجي ووفرة المعلومات وتزايدها لا وجود لمن ليس له جذور وحصون تحمي هويته..مضيفا بأن هذا المؤتمر سيساهم في تعميق الولاء والانتماء وتأصيل علاقة الأجيال بتاريخها وتراثها وأن اتحاد المؤرخين العرب يعمل من أجل نشر مثل هذه الأهداف السامية. ثم دعي سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة إلى افتتاح فعاليات المؤتمر. وتفقد معرض الخرائط والوثائق التاريخية واطلع على أهم الطرق الملاحية البحرية القديمة في الخليج العربي والتي كانت تستخدم لقوافل التجارة والغوص والرحلات الحربية إلى جانب بعض المعروضات وبعض الكتب التاريخية. كما افتتح سموه المعارض المتخصصة المقامة على هامش المؤتمر لدارة الملك عبد العزيز التي قام الاستاذ عبدالله بن ابراهيم الحقيل مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بشرح مفصل عن المعارض الخاصة بالدارة، ومؤسسة جمعة الماجد للثقافة والتراث بالإضافة إلى دائرة الموانئ والجمارك في الشارقة ومتحف الشارقة البحري.