يقول بيكاسو (إن أقصى نقطة وصلت لها في فن الرسم، وجدت أن الخط العربي قد سبقني إليها بمراحل)،إن الخط العربي كونه فن خاص وراق من الفنون البصرية، التي تعتمد على التوازن والتناسب وتأخذ من النقطة ميزانا لها في التراكيب القاعدي، وقد ابرز هذا النوع من الفنون الخطاطون المسلمون الذين كان لهم الدور الأعظم في الحفاظ على قواعده وجمالياته. والمهندس والخطاط يوسف بن عبدالقادر محمد إبراهيم أحد أعضاء مجموعة فناني مدينة ينبع الصناعية لا تقف جماليات الخط العربي عنده حد معين. بمعنى أن الحرف العربي قد يتعدى حدود العبارة المقروءة. والقاعدة والميزان . وينتهج بعدا رابعا. بعدا ينطلق فيه الحرف عاليا مغردا مع نغم بعيد في أفق عال يعانق أنغاماً مخزونة في خيال خطاط شاعر فنان . فتأتي النتيجة لوحة تتحد فيها الحروف بالنغم. هذا ما توضحه تجاربه تجاه التحالف للحرف تارة مع ترتيل لآية. وتارة مع قصيدة وأبيات. وتارة مع وشوشة بحر أو شدو بلبل أو ترنيمة ناسك. هذا كله دون الإخلال المشين بالقاعدة والميزان بمعنى أن الحرف ما زال يحتفظ بروحه الخاصة التي تميزه عن باقي أنواع الفنون التشكيلية المختلفة الأخرى. فالتلقائية في الطرح هي أساس تجربته كما يقول ويعلل ذلك بالقول: "لأن الفن في تصوري هو انعكاس مباشر وتلقائي لما هو داخل الفنان". والمهندس يوسف إبراهيم له أكثر من 15سنة من البحث والتجريب المستمر، التي يحاول فيها جاهدا عدم التعرض لقاعدة الخط العربي وميزانه قدر المستطاع، بأي نوع من التشويه، أو التحريف الذي يعتبره شخصيا جريمة في حق فننا العربي الإسلامي الأصيل. درس بعض أنواع الخط العربي على يد الشيخ مصطفى نجاة الدين الأرضرومي بالمدينة المنورة، كما درس بعضا من الأنواع الأخرى على يد الأستاذة خالدة شلبي بأنقرة، وله بعض الدراسات والاجتهادات الفنية التشكيلية في مواضيع مختلفة، قام بعقد عدة دورات في تدريس الخط العربي، عقد بعض ورش العمل في أكثر من أسلوب، وأول من أدخل أسلوب العمل بالبخاخات في العالم العربي من خلال إقامة ورش عمل بهذا الأسلوب وتدريس هذا الأسلوب لبعض المهتمين من الفنانين والفنانات، أسس مجموعة فناني مدينة ينبع الصناعية وترأسها لمدة ثلاث سنوات.