لفظ الطفل سعود (4) سنوات أنفاسه بين يدي والده بعد أن نفذ الأكسجين من سيارة اسعاف مستشفى شقراء العام التي كانت تقوم بنقله من مستشفى شقراء الى مستشفى قوى الأمن بالرياض حيث توقفت سيارة الإسعاف التي نقلته بين محافظتي شقراء وحريملاء. والد الطفل عبيد الجزع قال ل "الرياض": ان ابنه سعود كان يعاني من مرض مزمن (نقص في المناعة) وكان يراجع به في مستشفيات الرياض وقبل عشرة أيام أصيب الطفل بأنفلونزا وأحضرته لمستشفى شقراء وأخذ الأكسجين ثم ذهبت به الى منزلي في أشيقر وفي اليوم التالي أعدته للمستشفى وطلبت تنويمه وأعطيتهم التقارير الخاصة به وأخبرتهم بأن لديه (نقص في المناعة) وأنه بحاجة الى غرفة خاصة ولكنهم لم يستجيبوا ومن ثم تنويمه مع عدد من الأطفال الذين تناوبو على الدخول معه في نفس الغرفة مما جعل حالته تزداد سوءا وتتدهور وقد طلبت والدته أن ينقل الى غرفة الإنعاش للاهتمام به أكثر ولكن الحالة تدهورت. وفي هذه الأثناء توجهت فوراً الى المستشفى التخصصي ومستشفى قوى الأمن ومدينة الملك فهد الطبية بحثاً عن سرير لابني وأنا أحمل تقاريره الطبية والحمد لله فقد جاء الفرج وجاء القبول السبت وصباح الأحد تم التحويل عن طريق سيارة اسعاف مستشفى شقراء بمرافقة طبيب وممرضة وكنت اسير خلفهم بسيارتي الخاصة وبعد حوالي (70) كم من شقراء من سيارة الاسعاف فجأة وكانت الممرضة مع الطفل لوحدها!!!؟ والطبيب في مقصورة القيادة مع قائد الاسعاف لوحدهما!!؟ وإذا بالممرضة تبكي وتشير أن الأوكسجين في الأنبوبة الرئيسية قد انتهى وتم تشغيل الأنبوبة الاحتياطية والتي كانت هي الأخرى توشك على النفاد وكان الارتباك يسود الجميع وطلبت منهم أن توجه سريعاً الى الهلال الأحمر في حريملاء (300) كم وانطلقت أمامهم مسرعاً حتى وصلت لمقر الهلال الأحمر بحريملاء وطلبت النجدة منهم بإسعافنا بأنبوبة اكسجين وفي هذه الأثناء وصلت خلفي سيارة الاسعاف وقد حاول رجال الهلال الأحمر تشغيل انبوبتهم ولكن دون فائدة ثم حاول الجميع انقاذ الموقف ولكن لم تفلح محاولات فالحالة اصبحت حرجة وسط بكاء الممرضة والمناشدة بسرعة نقله للمستشفى الذي لا يبعد كثيراً عن الموقع حيث انطلقنا مسرعين الى طوارئ المستشفى حريملاء ولكن ابني كان في رمقه الأخير وكان يلفظ أنفاسه بين يدي وأمام عيناي حيث إنه بعد وصولنا للطوارئ كان هناك توقف في وظائف التنفس والقلب رغم محاولات الأطباء الحثيثة لإنقاذ حياته ولكن بعد فوات الأوان.