الخوف بمفهومه الكبير هو شعور طبيعي ينتابنا ككائن بشري، يشاركنا فيه بقية الكائنات الأخرى، فمن الطبيعي أن يخاف الطفل عندما يقابل فأرا، والطبيعي ان تخاف المرأة عندما تقابل ثعبانا، والطبيعي ان يخاف الرجل عندما يقابل دبا او نمرا. ما يحزنك هو الإفراط الذي يمارسه البعض في كلا الجانبين، كتلك الفئة التي ترى ان التعبير عن الخوف عند أطفالها "جبنا"، وفي المقابل تلك التي تتعمد تخويف أطفالها لمجرد إسكاتهم، ناسين او متناسين ان ذلك سيقودهم -ان عاجلا او آجلا- الى المرض في الكبر. والخوف هو أنواع كثيرة ومتعددة، كالخوف من الجن، الأماكن المغلقة، السلالم المتحركة والمصاعد، الظلام، الأماكن المرتفعة، والخوف من ركوب الطائرة وغيرها من الأنواع التي لا يتسع المجال لذكرها. ولعلنا هنا معنيون بالتحدث عن الخوف من ركوب الطائرة، وهو أمر شائع بين شريحة من أفراد المجتمع. وإما عن الأسباب لحدوث المخاوف المرضية فهي كثيرة، لعل للبيئة نصيب الأسد في ذلك، ولكنني سوف أركز على سبب ملاحظ على بعض السعوديين الذين يشتكون من الخوف من ركوب الطائر. فمنها ما يعود إلى تنشئة هذا الشخص ونواياه في السفر الأمر الذي يزيد عنده الخوف من ركوب الطائرة ولعل مايهمنا هنا هو تقديم بعض النصائح لمن يعاني من هذا الخوف: اولاً: العقلانية في التفكير: وهنا يبدأ المسافر بطرح بعض الأسئلة العقلانية والتي ستهدئ من روعه مثل: * ان حوادث الطيران قليلة جدا * انه من غير المعقول ان تكون طائرتي المعنية بالسقوط * اني سافرت عشرات المرات ولم يحدث لي مكروه * انا أتنقل مع شركة طيران عالمية تهتم بالصيانة الدورية. ثانيا: استخدام آلية صرف الانتباه: * اما بقراءة كتاب او قراءة جريدة * او صرف الانتباه بالرسم البياني لبيت المستقبل او صرف الانتباه بدراسة تكاليف مشروع مستقبلي * او الانشغال بالحديث مع الشخص الذي يجلس بجوارك. ثالثا: العلاج الديني: بتذكر أن الله انزل بالأرض رحمة، وبها ترحم الأم ابنها، واحتفظ لنفسه ب 99رحمة، وبالتالي فأنت مقبل على رحمن رحيم. رابعاً: العلاج العقاقيري وهو ناجع ولكنك تحتاجه في كل رحلة. @ استشاري نفسي-أستاذ مساعد بكلية الطب