تنتشر ظاهرة الوشم، او "التاتو" حسب المصطلح الحديث، بين الشبان في بعض مناطق اقليم كردستان العراق رغم التحذيرات المتكررة للاطباء من مضاعفات محتملة مستقبلا على جلد الاشخاص المعنيين. والظاهرة الجديدة تبقى وقفا على المراهقين والمراهقات الذين يرغبون في رسم صورة او شكل ما على اكتافهم او صدورهم او اياديهم في حين يطلب البعض الرسم على مناطق حساسة من الجسد. ويقضي الوشم برسم صور على اجزاء من الجسد تختلف اشكالها تبعا لرغبات الاشخاص. ويقول كارلوس اسحاق 19عاما المقيم في اربيل 350كم شمال بغداد) ويمتهن رسم التاتو "هناك اقبال واسع النطاق لدى الشبان من كلا الجنسين واستقبل يوميا حوالى خمسة اشخاص". ويضيف "لا استطيع استقبال اكثر لان رسم الوشم يستغرق وقتا وخصوصا اذا كان الطلب معقدا". وبالنسبة للصور التي يرغب الشبان عادة في رسمها على أجسادهم الصليب، يوضح ان "المسيحيين يختارون في غالبيتهم الصليب. اما المسلمون فانهم يطلبون اشكالا غريبة من خلال نماذج متوفرة لدي، كما انهم يجلبون صورا معينة لارسمها على اجسادهم". ويتابع اسحاق الذي يهوى الوشم منذ ريعان الصبا "احببت الوشم منذ صغري. اعجبت به لدى مشاهدته على الايادي او الوجوه فقمت بشراء الاجهزة الخاصة وتعلمت الرسم عن طريق طبع ملصق شفاف على اجزاء من الجسد قبل ان ارسمها بواسطة جهاز كهربائي" .وحول الابر المستخدمة، يقول ان "الابر والمواد المستخدمة والحبر مصدرها السويد نقوم بشرائها عن طريق الانترنت. فالابرة تستخدم لمرة واحدة فقط يجب تبديلها دائما لمنع انتقال الامراض الجلدية". اما الاسعار، فانها بحسب نوعية الرسومات ويشير الى انها "مرتفعة لغلاء الحبر فالعملية صعبة والاسعار تتوقف كذلك على شكل الصورة وحجمها من حيث كبرها او صغرها فهناك حاجة الى التركيز ايضا". ويقول اسحاق "ان الاسعار تتراوح بين 50دولارا الى 300دولار". ويؤكد ان "بعض الشبان يريدون رسما على مناطق حساسة في الجسد لكنني ارفض ذلك حتى انني ارفض الرسم بشكل مطلق اذا كنت لا اعرف الشاب او الفتاة جيدا". من جهته، يقول جورج حنا ( 17عاما) ان الوشم "اصبح من الامور الرائجة حاليا والشبان يتباهون به خصوصا وانه يظهر للعيان اثناء ممارسة رياضة كرة الطائرة او السلة". ويضيف "لقد اخترت الجزء الاعلى من كتفي لانني لا ارغب ان يرى الاخرون الوشم عندما اكون في الشارع بل اثناء ممارسة الرياضة فقط". في المقابل، يرفض الشبان الاكراد بشدة التحدث عن تجربتهم في هذا الشان نظرا للتشدد السائد في اوساطهم الاجتماعية. من جهته، يحذر الطبيب عبد الخالق عمر مولود اخصائي الامراض الجلدية وعضو الجمعية العراقية للامراض الجلدية والتناسلية من مضاعفات الوشم مستقبلا، قائلا "إنه اذا تم رسمه بالطرق التقليدية القديمة فسيكون من المحتمل ظهور بعض الامراض الانتقالية وخصوصا التهاب الكبد الفيروسي وفي بعص الاحيان الكزاز او الايدز". ويضيف "لكن اذا كان رسم الوشم يتم بالطرق الحديثة فاحتمال الاصابة بهذه الامراض سيكون ضعيفا الا في حال عدم اتباع الشروط الصحية مثل غرس الابر المستخدمة في الحبر ذاته مرات عدة ما يؤدي الى امكانية نقل هذه الامراض". ويشير الاخصائي الى مضاعفات اخرى بينها "حالات الاصابة بالحساسية الموضعية وخصوصا مع الوشم الاحمر اللون لاحتوائه مادة الزئبق فهذه الحالة تظهر على شكل عقد في الجلد في المنطقة الموشومة". ويتابع ان هذا النوع من "الحساسية يزداد اكثر لدى محاولة ازالة الوشم بواسطة اشعة الليزر لتفتيت المادة مما يزيد من احتمالات الاصابة بها ولذا يجب تجنب استخدام الليزر". ويقول مولود ان "الشخص الموشوم ربما يفقد قناعته بعد فترة من الزمن فيحاول ازالة الرسم. فالوشم عملية قد لا تكون مكلفة كثيرا لكن محوه معقد جدا فاستخدام الليزر يحتاج الى عدة جلسات او مراحل ولفترات متباعدة قد تستغرق سنة او اكثر". ويختم مؤكدا ان "جلسات الليزر قد تتجاوز العشر وهي عملية قد تكلف آلاف الدولارات ولذا ننصح بعدم رسم الوشم كما لا اعتقد ان وزارة الصحة تعلم انواع الحبر او الاصباغ التي تستخدم لكن من المفترض ان تكون هناك متابعة لهذا الموضوع". @ (الفرنسية)