في إطار تنامي الاهتمام العالمي والمحلي بتطبيق مفاهيم التنمية العمرانية والثقافية للمناطق التاريخية، فقد ظهرت بوادر هذه الرؤية من خلال تأصيل القيم والموارد العمرانية والثقافية والمحافظة عليها، وتعتبر المناطق التاريخية من المناطق التي تحظى بعناية واهتمام الدولة بتطويرها، وذلك لما تتسم به من بعد ثقافي وتاريخي وتراثي هام، أهلها لأن تكون من أهم ركائز التنمية السياحية الثقافية. وفي هذا الجانب خطت بعض محافظات ومدن المملكة خطوات رائعة في إطلاق مبادرات محلية لمشاريع ترميم وإعادة إعمار القرى التراثية والبلدات القديمة، حيث أضافت أعمال الترميم في وسط مدينة أشيقر "الديرة القديمة" بعداً سياحياً وثقافياً أعطى توهجاً جميلاً وميزةً كبيرة لمدينة أشيقر أدى إلى تدفق أعداد كبيرة من الزوار والسياح لهذه المدينة العريقة. وقد اشتملت أعمال الترميم إعادة بناء أساسات المباني المطلة على الممرات كمدخل سوق العصامية ومدخل سوق المهاصري ومدخل سوق المدينة " المقيصب " ورصف ساحة السوق (المجلس) بالحجر الطبيعي وإضاءتها بالأنوار ووضع ما يمنع دخول السيارات لها وإعادة سفلتة المدخل من البوابة إلى السوق وإنارته بفوانيس يستوحي تصميمها من التراث والبيئة المحيطة وتوفير بعض المواقف، وإزالة المنازل التي تتوسط المنطقة وتمنع تواصل وترابط أجزاء هذه المنظومة ولتوفر أيضاً ساحة مركزية ومواقف للسيارات. وستشكل أعمال الترميم وإعادة الإعمار لهذه المباني التراثية عامل جذب سياحي متنوع المشارب والثقافات وسيؤدي اكتمالها إلى تدعيم السياحة الداخلية، إلا أن هذه المبادرات والمشروعات بحاجة لأن يتم تدعيمها من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، مع ضرورة مراعاة مجموعة من الأسس العمرانية في تنمية المشروعات التراثية السياحية لتحقق الدور المؤمل منها من خلال: أ- توفير فرص للانفتاح والاطلاع على ثقافة وأسلوب حياة المجتمع المحلي . ب- مراعاة توفير نوع ما من التباين في الإيقاع التصميمي والحركي بالمكان . ج- تحقيق أقصى درجة من الاتصال بالعناصر البيئية المتاحة . د- مراعاة المقياس الإنساني في كافة عناصر التخطيط والتصميم . ه- تحقيق أقصى درجات التنوع في الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية . و- تأكيد طراز مميز للمباني، ودقة وأصالة اختيار مواد البناء وألوانها، سواء اتجه المشروع للطرز الحديثة، أو لطابع العمارة التقليدية . ز- الاهتمام بعناصر تنسيق الموقع من خلال استغلال نواتج الحفر والردم في عمل تلال صناعية ، وتوفير مصادر للمياه الجارية بالمكان ، والإكثار من التشجير والنباتات والزهور. ح- عدم تجميع وتركيز الأنشطة الترفيهية في جيوب منعزلة، وعدم زيادة مسطح المنطقة الترفيهية للحد الذي يجعلها أكثر اتساعا ومللاً ، ويفقدها هويتها وخصوصيتها ، مع الحد من تداخل الاستعمالات المتنافرة مثل الأنشطة ذات الضوضاء مع أماكن الراحة والاسترخاء. ط- فصل حركة المرور الآلي عن حركة المشاة ، مع تقليل استخدام السيارات داخل الموقع، أو إخفائها من خلال معالجات خاصة بالتشجير والنباتات ، وتغيير مناسيب الطرق وغيرها.