أكد الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي للعلاقات الدولية والشؤون الإنسانية، السفير عطاء المنان بخيت، أن المنظمة لديها مشاريع عديدة لإعادة المهجرين والنازحين البوسنيين إلى مساكنهم بعد بنائها أو استكمال عملية ترميمها، وذلك بعد أن غادروها بسبب الحرب اليوغسلافية. وأشار السفير المنان، في حديث ل"الرياض"، إلى أن عودة اللاجئين إلى قراهم، التي نزحوا منها بسبب الحرب في منطقة البلقان خلال التسعينيات، تستلزم بناء المساكن وترميمها وتهيئة البنية الأساسية من مراكز صحية ومدارس ونوادٍ ثقافية واجتماعية، وهو ما يقوم به صندوق إعادة اللاجئين والنازحين في البوسنة والهرسك على نحو يلقى ارتياحاً واسعاً لدى الجهات الرسمية والشعبية، وسيكون له الأثر الطيب في التخفيف من معاناة النازحين. وقد عاد السفير المنان أخيراً من رحلة قادته إلى البوسنة والهرسك شارك خلالها في تدشين مراكز ثقافية وسط حضور شعبي ورسمي كبير.. فإلى نص الحوار: @ في أي إطار تندرج زيارتكم الأخيرة للبوسنة؟ - تندرج هذه الزيارة في إطار ما تقوم به المنظمة من جهود متواصلة، وذلك لتدشين بعض المشروعات التي ينفذها صندوق إعادة اللاجئين والنازحين في البوسنة والهرسك بتمويل من مؤسسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية. @ متى باشر صندوق إعادة اللاجئين والنازحين في البوسنة والهرسك تنفيذ مشاريعه في البوسنة؟ - أنشأت منظمة المؤتمر الإسلامي هذا الصندوق في عام 2002، وجرى توقيع اتفاقية المقر مع حكومة البوسنة والهرسك في العام نفسه، وافتتح الصندوق مكتباً دائماً في مدينة سراييفو وبدأ مباشرة أعماله في مختلِف مناطق البوسنة. ويهدف الصندوق، كما يدل على ذلك مسماه، بصورة أساسية إلى مساعدة النازحين واللاجئين على العودة إلى قراهم الأصلية. @ ما أسباب إنشاء هذا الصندوق؟ - كما تعلمون، فإن انهيار جمهورية يوغسلافيا السابقة أدى إلى اندلاع حروب متعددة في منطقة البلقان. وكانت البوسنة والهرسك أكثر المناطق تضرراً، حيث شهدت حرباً ضروساً استهدفت المسلمين بصورة خاصة، ودُمرت البنية الأساسية وتشرد آلاف السكان بعد أن حدثت عمليات قتل ومجازر في أسوأ عملية تطهير عرقي في تاريخ البلقان المعاصر. وقد هب العالم أجمع والعالم الإسلامي بصفة خاصة من أجل ضحايا الحرب في البوسنة والهرسك، حيث واجهت الدولة الناشئة تحديات كبيرة في مجالي إعادة البناء والإعمار وإعادة اللاجئين والنازحين إلى قراهم القديمة للمساهمة في تنمية بلادهم التي دمرتها الحرب. ولتسهيل عودة النازحين إلى قراهم التي نزحوا منها، يقوم الصندوق بعدة نشاطات تشمل بناء وترميم المنازل وتسليمها لأصحابها، ويشارك اللاجئون والنازحون في أعمال البناء من دون مقابل، كما يقوم الصندوق بتهيئة البنية الأساسية من مراكز صحية ومدارس ونوادٍ ثقافية واجتماعية. كما يساهم الصندوق في توزيع معدات الإنتاج الزراعي وإنشاء المدارس والمرافق الاجتماعية ومساعدة الأسر المنتجة على تسويق منتجاتها. @ ما أبرز المشروعات التي قمتم حتى الآن بتنفيذها؟ - قام الصندوق حتى الآن بتشييد 430منزلاً استفاد منها 1780عائداً في بلديات فورتيك وزغراد وسبرينتشا وزينبا وغيرها من المناطق والقرى التي تعرف عودة النازحين إلى مساكنهم الأصلية. وفي مجال المراكز الثقافية، قام الصندوق حتى الآن بإنجاز أربعة مراكز ثقافية تقدم خدمات اجتماعية متعددة وتستوعب طاقات الشباب في ما يعود بالفائدة، وقد قامت مؤسسة الشيخ زايد بتمويل هذه المشروعات. كما قام الصندوق ببناء أربعة مراكز صحية بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية، وتقدم هذه المراكز خدمات صحية متكاملة للنازحين. وبصورة موازية، يساعد الصندوق النازحين على إقامة مشاريع إنتاجهم الخاصة بهم. وفي هذا المجال، قام الصندوق بتمليك السكان العائدين وسائل للإنتاج، حيث وزع الصندوق 60جراراً زراعياً "tractor"، واستفادت منها 120أسرة، وأسهمت بصورة ملموسة في تطوير وزيادة الإنتاج الزراعي والحيواني في المناطق المستهدفة. كما وزع الصندوق 1500شتلة محسنة لفواكه مختلفة لتشجيع الإنتاج الزراعي. @ ما المشاريع التي قمتم بتدشينها في زيارتكم الأخيرة للبوسنة؟ - قمنا في الزيارة الأخيرة للبوسنة والهرسك بتدشين ثلاثة مراكز ثقافية واجتماعية للشباب والطلاب بالبوسنة. وقد تم تشييد المراكز الثلاثة بتمويل من مؤسسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد حضر حفلَ الافتتاح إلى جانبي الشيخ سالم الظاهري، مدير عام مؤسسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، إضافة إلى عدد كبير من المسؤولين الرسميين على مستوى الحكومة الفيدرالية وحكومات الأقاليم بالبوسنة والهرسك. @ ما أبرز الجهات المساهمة في هذا الصندوق؟ - يساهم في تمويل الصندوق كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وماليزيا ودولة الكويت وتركيا وإيران والبنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية. وأود في هذا المقام أن أشيد بالدعم الإنساني الكبير والمتواصل الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل إنجاح العمل الإنساني الذي نقوم به، ليس في البوسنة والهرسك فحسب، وإنما في كل أنحاء العالم الإسلامي، حيث تُعَد المملكة أكبر ممول للعمل الإنساني في منظمة المؤتمر الإسلامي، وهذا ليس بأمر غريب على مملكة الخير وملك الإنسانية. @ ما آفاق عملكم المستقبلي في البوسنة؟ - في الواقع، لا يزال هناك 1200.000بوسني لاجئ يرغبون في العودة إلى ديارهم، وهناك أكثر من 160ألف نازح ينتظرون العودة العاجلة إلى مواقعهم وإعادة بناء منازلهم وإيجاد سبل العيش الكريم لأسرهم. وقد رصد الصندوق ميزانية إجمالية قدرها 10ملايين دولار لعامي 2008و2009، وذلك لبناء 1000وحدة سكنية و 20مدرسة ابتدائية و 10مراكز صحية ومستشفى واحد وإنشاء 10دور للشباب وتشييد 50مسجداً وتمليك 200جرار زراعي "tractor" و 500بقرة و 20بيتاً للإنتاج الزراعي وإنشاء المدارس والمرافق الاجتماعية.