تؤكد الناقدة العراقية الدكتورة وجدان الصايغ ان السرد الأنثوي العربي لم يعد في إطار الغرف المغلقة وإنما أعلن عن حضوره المتماهي بالراهن الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والمندغم بالوجع الأنثوي القادر على التعبير عن مباهج الأنوثة ومخاوفها، خالقاً بذلك خصوصية ذات صلة مباشرة بطبيعة الأنثى البايولوجية والنفسية وظرفها الاجتماعي الخاص. جاء ذلك من خلال كتابها الجديد الموسوم ب"شهرزاد وغواية السرد.. قراءة في القصة والرواية الأنثوية" والصادر مؤخراً عن الدار العربية للعلوم ناشرون. وتناول الصايغ في هذا الكتاب رؤية نقدية خاصة في معالجة الخطاب النسوي المعاصر إذ ترتكز إلى منهج نقدي خاص يتواصل مع المناهج النقدية التي تعنى بفضاءات النص وتحتفي به وبما يتناسب مع أهميته، كما تنطلق من خلال صفحات الكتاب على التركيز على الجانب التطبيقي، رغبة في بلورة شخصية السرد الأنثوي ومجافاة لأسلوب الانشغال بالتنظير على حساب فراديس النص وفضاءاته ومن منطق ان كل ما يقال عن السرد الأنثوي وعن تكوينه ومناخاته لا يمكن أن يمثل مصداقية تأويلية ما لم يكن مبنياً على التأمل في تجارب أنثوية سعت وبجهد ذاتي إلى أن تحدد ملامحها وتنتقي لنفسها فراديس مغمورة بشذى الطقس الأنثوي الباحث عن هوية في زمن الشتات والتشظي. هذا وتلامس الصايغ في هذه الدراسة وعبر نخبة من الأقلام النسوية آفاقاً أوسع تحيط بالخطاب السردي الأنثوي وعلى نحو تعرب عنه مباحثها المتمحورة حول قراءة المنجز السردي (القصصي والروائي) قراءة تأويلية تسلط الضوء على مباهج الأنوثة ومخاوفها في زمن ملبد بصوت الحضارة المادية. هذا وكان من أبرز الأصوات النسائية التي تناولتها الكاتبات: هيام المفلح وليلى العثمان وعائشة أبو النور وعزيزة عبدالله وأحلام مستغانمي وفوزية رشيد وميسون القاسمي وميرال الطحاوي وسحر الموجي وهدى بركات وبتول الخضيري وسعاد الخليفة وسعاد الناصر وأخريات.