أين دور الأسرة؟؟ سؤال مُستهلك يُطرح كثيراً، فأي جنوح من قبل أحد الاولاد أو البنات تتجه أصابع الاتهام مباشرة الى الأسرة، انحدار الاخلاق يُعزى لخلل في التربية، تورط الابناء في الأعمال المخلّة بأمن المجتمع يُنسب الى تقصير الأسرة، الإرهاب، المخدرات، التحرّش بالنساء، الإخفاق في التعليم ..الخ كل هذه النقائص يراها البعض من مسؤولية الأسرة ولم يسأل أحدهم عن هذه الأسرة، أوضاعها، همومها، المصاعب التي تواجهها في تربية ابنائها، بالفعل من الذي يوجّه الأسرة ويساندها حين تعاني؟؟ على سبيل المثال من يدلّها على كيفية التعايش مع المراهقين والمراهقات وهي أخطر مرحلة يمر فيها الانسان وتتطلب مهارة وحذراً في التعامل؟ من الذي يرعى الأسرة حين يغيب عنها الأب قسرياً إما بالسجن أو الموت؟؟ كيف تتصرف الأم التي يغيب عنها الزوج مؤقتاً اثناء أداء المهمات الوطنية؟؟ من الذي يرعى أسر الشهداء والمفقودين والغائبين؟؟ نعم هناك مبادرات لجمعيات تُعنى ببعض الجوانب ذات الابعاد الانسانية ولكنها تظل جهوداً فردية لا عملاً مؤسسياً مُهيكلاً ينمو مع تنامي الحاجة الى تقوية بنية الأسرة والحفاظ على روابطها. وحينما يتم إهمال شؤون الأسرة كما هو حاصل اليوم يُذكّر العُقلاء باقتراب الهاوية وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز يُطلق إشارة تحذير حين خاطب العالم قاطبة أمام اجتماع حوار الأديان والثقافات والحضارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة بقوله "إن الارهاب والاجرام اعداء الله وأعداء كل دين وحضارة وما كانوا ليظهروا لولا غياب مبدأ التسامح والضياع الذي يلف حياة كثير من الشباب، كما أن المخدرات والجريمة لم تنتشر الا بعد انهيار روابط الأسرة التي ارادها الله عز وجل ثابتة وقوية". من هُنا سأُنهي حديثي بسؤال لوزارة الشؤون الاجتماعية هل يوجد لديكم وكالة تُعنى بالأسرة كمؤسسة يقوم عليها بنيان المُجتمع؟؟ إذا نعم، أين هي؟؟ إذا لا ،لماذا؟؟.