استضاف نادي مكة الثقافي الأدبي الشاعرة الدكتورة أشجان هندي، لأول مرة. وقد تزامنت أمسيتها مع دراسة نقدية للناقدة الأستاذة اسماء الزهراني. وقد قرأت نصوص (للحلم رائحة المطر، دانة، تحليق، ورقة تصريح، بنفسجيات، بحثا عن الآخر، مقامات، حضرة، الأسامي كلام، مشربيات، شهوة العنقود، ونص النساء الذي استأثر به النساء دون الحضور من الرجال). أشجان هندي التي قال عنها القاص محمد علي قدس في معرض تعليقه على أمسياتها، بأنها ممن تنبأ لها الرائد محمد حسن عواد، قبل ثلاثة عقود. وهي كما قال عنها محمد العلي قبل مساء من هذه الأمسية في نادي جدة بأنها شاعرة باقتدار. في حين بدأت الناقدة أسماء الزهراني مداخلتها النقدية بذكر علاقتها بالشاعرة، حين كانت تلميذة لها، في مرحلة سابقة من حياتها الدراسية، لكن هذه الخصوصية بين الشاعرة والناقدة لم تكن محور الدراسة بالطبع التي قدمتها، فقد قالت عنها الكثير، وقالت بأنها توظف التراث بكل ما تحمله هذه المفردة من معنى، وفي بنيتها النصية تداخل مع النص، وعن البناء النصي وأسلوبها المحكم في كتابة القصيدة، وقالت أيضا عن التناص لديها بأنه اتكاء وتجريب، وتوظيف الرمز القرآني في بعض نصوصها، ثم لم يفت الناقدة أسماء الزهراني أن تقف على دلالات عناوين دواوينها الشعرية، وهي للحلم رائحة المطر، ومطر برائحة الكون. وفي معرض تعليقه على نصوصها قال سعد الثقفي: من الظلم أن أعلق على نصوص أشجان هندي في هذه العجالة، لكن قصيدتها انسانية بحتة، وظفت فيها كل شيء يمكن أن يفيد القصيدة، كالتناص مع التراث، والمحكي، والأغنية الشعبية، وقال عنها أيضا، هي علامة فارقة في المشهد الشعري السعودي، الأمر الذي علق عليه فاروق بنجر فيما بعد بأنه شهادة حداثي لشاعرة من بنات جنسه! وقال قصيدة أشجان قصيدة حقيقية تمثلها بحق. الدكتور يوسف العارف، حمل على الشاعرة أولا وقال عنها بأن دلالات المطر في دواوينها وفي شعرها يرمز لشيء آخر لم يرد به، فهو يمثل العذاب في القرآن، فكيف توظفه بأنه دلالات رحمة لا عذاب، ثم قال عن ورقة اسماء الزهراني بأنها متأثرة بخصوصية العلاقة بينها وبين استاذتها أشجان (الأمر الذي نفته اسماء فيما بعد بشدة، وقالت عنه لو لم أقل عن هذه الخصوصية لما عرفها العارف، فلماذا التجني...؟). الدكتور ابراهيم العطار أعجب في معرض تعليقه بدقة لفظ الناقدة واكتناز قصيدتها بكل الدلالات وبمشهد الاكتمال الجميل، وروعة الأداء. وعن الرمز قال هل للرمز وظيفة عندكم - يعني الشاعرات - كمعادل نفسي أوموضوعي؟ الناقد الدكتور عبد الكريم العوفي، قال في معرض تعليقه بأن قصيدتها قاموس شعري مكتمل، ثم تساءل لماذا هذا العدول إلى العامية وهل بالامكان الذهاب إلى ما هو أفضل! وهذا عيب شعري. فشعر بالمستوى العالي ينقص من قيمته النص العامي. والجاحظ نص على هذا. وتساءل ما نصيب القضايا في المجتمع، وقال: عاشت الشاعرة ردحا من الزمن في بريطانيا فما أثر هذه التجربة في شعرها، لقد وجدنا من الشعراء من يتأثر بالآخر فهل لم تتأثر بهذه التجربة؟ وعن الناقدة قال الدكتور عوفي، هل أثر الخصوصية في الدراسة النقدية. وختم حديثه قائلا هل هناك تمرد لدى الشاعرة وهل هو خروج عن المألوف. وتساءل سهل المليباري لماذا الازدواج في الرؤيا الذي نلحظه في شعر اشجان هندي. فيما حملت فائزة القرشي على مسألة القيم الدينية في شعر اشجان، وطالبت بعدم توظيفها في النص الشعري على حد زعمها. الشاعرة عفاف سالم تساءلت عن قولها: أوحشتني يا نور عيني اليمين، وقالت لماذا العين اليمنى دون اليسرى، رغم تساويهما في كل شيء، وقالت أين تجدين نفسك في أجناس الأدب (ردت بقولها تجديني في كل الاجناس، وستجدينها فيّ، ولا تهمة في الشعر) وتساءلت عن الانكسار في قصيدة الدانة (فقالت اشجان في ردها: الانكسارات في نصوصي، وهناك انتصارات في مقابل الانكسارات، وانكسارات في مقابل الانتصارات، ولا اعتذر لرجل على انكساري ولا اعتذر عن انتصاري ايضا).. محمد علي قدس، قال مختصرا الزمان في نهاية الأمسية من كان يصدق أن نسمع الشاعرة أشجان هندي في نادي مكة، لقد تغير الحال.