قد تكون القيمة الأكبر في هذا العمل الغنائي، أنه كان أحد الأسباب التي جمعت هذه الفرقة في شكلها النهائي الذي عرفه الجمهور واشتهرت به الفرقة في فترة السبعينات وخلدتها قاعة مشاهير الروك آند رول عام 2006م، مع ضم مغني الفرقة وعضوها الرئيسي "روني فان زانت"، "بيلي باول" عازف الكيبورد، الذي اكتشفه الأول في حفلة مدرسية وهو يعزف مقطعاً، أصبح فيما بعد هو المدخل الرئيسي للأغنية، التي وصلت للترتيب التاسع عشر في قائمة البيلبورد الأمريكية، كأمر ليس معتاداً لفرقة مبتدئة، وهو ما خلدها في ذاكرة الفرقة قبل الجمهور، حتى جعلوها توقيعاً خاصاً بهم، يقدمونها في ختام أي حفلة أو جولة غنائية لهم. بذور هذا العمل كانت مبكرة مع بداية تاريخ الفرقة الذي تشكل على مهل من عام 1964م حتى بدايات عام 1970م، عازف الجيتار الرئيسي الثاني للفرقة "آلن كولين" سجل في يومياته سؤالاً وجهته إليه فتاة كان يحبها، "لو أنني غادرت من هنا بالغد، هل ستظل تذكرني؟"، هذا السؤال أصبح لاحقاً بوابة القصيدة التي سيكملها "كولين" بالاشتراك "مع فان زانت". هيكل الأغنية اللحني تعرض للتغيير مراراً في نسخ متعددة، بيد أن مجمل كل تلك النسخ التي كان بعضها تجريبياً، تكرر إيقاع مدخل الأغنية الثنائي الذي سرعان ما ينزلق إليه لحن الجيتار المميز مع طرقات الطبول الواضحة، مقطع الإغلاق الأخير الفرعي هو ذاته في معظم نسخ الأغنية، على الرغم من أن عزف الجيتار المنفرد الذي جلب للأغنية شهرتها كان في بداياته قبل أن تظهر هيكلة الأرباع الثلاثية، في مقطع الإغلاق الأخير الرئيسي الذي يستمر طويلاً ليجعل منها أطول أعمال الفرقة في تسع دقائق وثماني عشرة ثانية، الأمر الجديد فعلياً هو مدخل الأغنية على الأرغن الذي أضافه "بيلي باول" عند انضمامه للفرقة عام 1973م. الكلمات تروي قصة جواب محب لحبيبته التي تسأل إن كان سيتذكرها إن غادر المكان الذي شهد مولد قصة الحب التي جمعتهما، هو يعتذر بأنه خلق كطائر حر لا يستطيع أن يتوقف في مكان واحد، هناك الكثير من الأماكن التي يجب أن يراها، هو مضطر لذلك، والله يعلم أنه لا يستطيع فعل شيء حيال هذه الرغبة التي تتملكه في الترحال. الأغنية أصبحت كليشة لها حضور مثير في المشهد الغنائي الغربي، حيث يمكنك أن تجد جمهوراً في أي حفل غنائي يصرخ "طائر حر"، الأمر الذي يجد ردة فعل غاضبة بعض الأحيان من المغنين أو الفرق الغنائية، باعتبارهم الطلب إهانة تحد لقدرتهم على غناء هذه الأغنية ذات مقطع الجيتار المنفرد الصعب تأديته، كما أنها ظهرت في العديد من الأعمال السينمائية مثل فيلم "فورست غمب" الحائز على أوسكار 1994م، وهي من الأعمال التي تجد لها ترتيباً متقدماً في معظم القوائم التفاضلية، سواء كعمل كامل أو كمقطع جيتار منفرد، إنها عمل حداثي بمعنى الكلمة، على الرغم من مرور ما يزيد على ثلاثين عاماً على ظهورها.