أعرب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل باسمه وباسم زملائه أعضاء مؤسسة الفكر العربي عن خالص الشكر والتقدير للرئيس المصري محمد حسني مبارك على رعايته لهذا المؤتمر ولمصر حكومة وشعبا على تسهيل كل الإجراءات لنجاح هذا المؤتمر الفكري الثقافي الذي يعقد بمدينة القاهرة العظيمة التي تحتضن اليوم هذا المؤتمر والتي سبق لها أيضا أن احتضنت انطلاق هذه المؤسسة في عام 2001عندما أعلن المؤسسون قيام هذا المشروع والذي عبر الكثيرون من المثقفين ورجال الصحافة والإعلام عن إشفاقهم على المؤسسين من إمكانية نجاح أو فشل هذا المشروع.. ولكم كانت الانطلاقة مباركة بمباركة الرئيس مبارك. وقال سموه، في المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس بحضور فاروق حسني وزير الثقافة والدكتور سليمان عبد المنعم الأمين العام ومئات الشخصيات الثقافية والفكرية والعربية وتواجد كثيف لوسائل الإعلام العربية والدولية، إننا في مؤتمرنا السابع ونحن نحتفل بتقديم أول تقرير عن التنمية الثقافية في العالم العربي والذي بذل فيه مجهود كبير من قبل القائمين عليه معربا عن شكره للدكتور سليمان عبد المنعم الأمين العام للمؤسسة وكذلك لكل من كان له الدور في انجاز هذا التقرير. وأشار الى أن التقرير حوى إحصائيات وبيانات حقيقية ومن مهمات المؤسسة أن توضح للمفكر والمثقف والمواطن العربي حقيقة الثقافة العربية ومقارنتها بمستوى الثقافة في المجتمعات والقارات الأخرى.. مؤكدا أننا لازلنا في البداية وهذا لا يدعو الى الإحباط أو الى اليأس ولكن لكي نعالج أي مشكلة فلا بد من تشخيص المرض والتشخيص قدم في التقرير أما المعالجة فهي بين أيدي المثقفين والمسؤولين العرب. وأكد أن مهمة مؤسسة الفكر العربي أن تكون المنبر ومصدر المعلومة للثقافة والفكر في هذا العالم أما مسؤولية التطوير والبناء والإصلاح فهي على عاتق الجميع ولا يختص بها شريحة من المجتمع دون شريحة أخرى ما لم يشارك الجميع في مشروع النهضة العربية التي نأمل أن نرى ثمارها قريبا خاصة بعد ما رأينا في السنوات القليلة الماضية توجه المؤسسات العربية والحكومية أيضا الى دعوة المفكرين والمثقفين في كافة المنتديات والتخصصات وهو مؤشر ايجابي لمشروع النهضة. وأعرب سمو الأمير خالد الفيصل عن أمله في أن يكون انجاز تقرير التنمية الثقافية بمثابة عمل يفيد الدارس والمدرس وطالب العلم مطالبا الجميع بان يتخذوا الإجراءات الكفيلة للارتقاء بمستوى العلم والتعليم الى المستوى اللائق بهذه الأمة.. موضحا انه من المتفائلين بان المواطن العربي لديه القدرة والإمكانات الثقافية والفكرية والاقتصادية والسياسية للوصول الى المستوى الذي نتمناه لهذه الأمة العظيمة. وأكد الفيصل ردا على تساؤلات لعديد من الإعلاميين والمثقفين العرب أن هذه المؤسسة أنشئت منذ ثماني سنوات لتحقيق رغبات المثقفين والمفكرين العرب الذين كانوا يشكون من عدم إيصال فكرهم ومشاريعهم للمسؤولين والحكومات والعالم العربي، ونحن نهيئ الساحة التي يقدم من خلالها المثقف والمفكر العربي تصوراته للعالم العربي لتصل للجميع ونوفر القاعة التي تجمع المسؤول والمثقف لمناقشة الهموم والقضايا العربية فيما بينهم. وأشار الى أن مؤسسة الفكر العربي ليست لإنتاج الكتب أو لتوزيع المعلومات أو لإقامة المشاريع وإنما هي ساحة لإيصال نتاج أفكار ورؤى المثقفين للجميع بحيث يمكن الاستفادة من تقاريرها وإحصائياتها عن وضع الثقافة والفكر والتعليم في العالم العربي. وأوضح سموه أن من أهداف مؤسسة الفكر العربي التواصل مع المهاجرين العرب في العالم ونتمنى أن نحقق هذا الهدف قريبا بالتواصل معهم ونقل الصورة الحقيقية للإنسان العربي. وأوضح سمو الأمير خالد الفيصل إننا قبل ان ننتشر عالميا بثقافتنا ينبغي ان نرتقي بها محليا ثم ننتقل بها الى العالم.. مشيرا الى أن وصول الكاتب المصري نجيب محفوظ الى العالمية إنما جاء من خلال نجاحه محليا ثم انطلق بأدبه المحلي المتميز الى العالمية، وقال ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لم يصل بالحوار الى العالمية إلا بعد إن وصل به محليا حيث بدأ من قبل بالحوار الوطني ثم انتقل به الى العالمية. واضح أن دور المرأة رئيسي في مؤسسة الفكر العربي ونحن لا نفرق بين المرأة والرجل في مسيرة عمل المؤسسة.. مشيرا الى أن جوائز الإبداع أسفرت عن فوز بعض السيدات بجائزة المؤسسة. وأعلن سمو الأمير انه سيتم إصدار هذا التقرير سنويا لمساعدة الجهات المسؤولة في الأمة العربية على القيام بدورها في النهوض بالمشاريع الثقافية في العالم العربي على أسس علمية. ومن جانبه قال وزير الثقافة المصري فاروق حسني إنني اشعر بالفخر لانعقاد مؤتمر مؤسسة الفكر العربي على ارض مصر خاصة وإننا نقدر مسيرة المؤسسة التي تعطي لنا مؤشرا للعمل الثقافي في العالم العربي وتقدم وثيقة يعتمد عليها المفكرون والمثقفون، وأشار الى أن الثقافة في العالم العربي لها خصوصية بين العوالم الأخرى فيما يتعلق بالتراث والفكر والإبداع الإنساني. وأعرب فاروق حسني عن أسفه لأنه كانت هناك حركات تسعى لكي تدفع بثقافات أخرى على حساب منطقتنا العربية، وقال انه آن لنا أن نتبنى مسؤولية الثقافة العربية بين دول العالم وسط هذا الزخم خاصة بعد أن أصبح في متناول أيدينا كشف حساب ينير الطريق أمامنا لكي نعالج السلبيات ونحقق طموحات امتنا العربية.. وأشار الى أن العمل الثقافي يحتاج الى وضع برامج مخططة بعلم وكفاءة وامتنا العربية تحتاج لكل رؤية ولكل بحث يعطي مؤشرات تؤدي للوصول بالثقافة العربية الى المستوى الذي يليق بها بين الثقافات الأخرى. وأكد فاروق حسني أن تقرير التنمية الثقافية جاء ليعالج ما كان يفتقده العمل الثقافي من قبل من وجود مؤشرات وإحصائيات وبيانات يتم الاستعانة بها في تشخيص واقع العمل الثقافي وقال إنني كمسؤول عن العمل الثقافي في بلد عربي اشكر لسمو الأمير ولمؤسسة الفكر العربي هذا الانتاج وارى انه يحمل أفكارا ورؤى عظيمة لصالح كل المنطقة. وعقب سمو الأمير خالد الفيصل قائلا إنني استمعت الى فاروق حسني كمسؤول عن الثقافة العربية وآمل أن نراه في القريب مسؤولا عن الثقافة العالمية. ومن جانبه أعرب عبد المنعم عثمان المدير الإقليمي لليونسكو في المنطقة العربية ومقرها بيروت في تعقيب له عن تقدير مدير منظمة اليونسكو لإعلان هذا التقرير الذي يصب في عمل اليونسكو بشأن الحضارات خاصة وانه يأتي بعد يوم واحد من قيام منظمة الأممالمتحدة بعقد مؤتمر حوار الأديان والذي أطلق خلاله خادم الحرمين الشريفين مبادرة ثقافة السلام ثم جاء في أعقابها إعلان تقرير ثقافة التنمية في العالم العربي.