@@ الاعتراف بالخطأ شجاعة وأقصر طريق لتصحيحه، وهذا ما فعله رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في التعامل مع قضية تواجد عادل البطي، وسامي الجابر في إدارة فريق كرة القدم الهلالي الأول سوياً، وهو القرار الذي ثبت عدم صوابه مع مرور الأيام. @@ تحليل القضية، وأحداثها يؤكد أن هناك دروساً مستفادة أولها أن رئيس الهلال بروحه العالية، واعترافه بالخطأ، وهو الجديد إلى حد ما على الساحة الرياضية كرئيس، وقريب من الوسط الرياضي سيغير من سياسته تجاه ما يقدم له من آراء ونصح من القريبين له أو ما يطرح من نقد لعمل سياسة إدارته وسيترتب عليه الانتقاء وفق ما يراه في مصلحة ناديه حتى لا يقع في الخطأ من جديد ويندم على عدم أخذه وسماعه برأي إيجابي. @@ ما حدث يتحمل خطأه أولاً الإدارة عندما كلفت الثنائي بمهام في موقع حساس لا يحتمل إلا واحدا ويتحمله أيضاً، ولكن بنسبة أقل بكثير الثنائي عادل وسامي عندما قبلا سوياً العمل، وهما يدركان أن علاقتهما الأخوية كبيرة ولا يشوبها شائبة، ولكن عملهما سوياً لن يكون مريحاً لهما لأسباب عديدة يدركانها أبرزها توقع الازدواجية، والتضارب في أسلوب العمل لفارق السن والفكر والخبرة واحتفاظ كل شخص منهما باتباع، وسريان سياسته في العمل، إذ من المستحيل أن يتفقا على سياسة العمل ولو حدث ذلك لما رحل البطي وبقي سامي!! @@ سامي الجابر في حضوره الإداري بعد الاعتزال يمكن تسميته ب "الأستاذ" فهو بالفعل أستاذ في الكرة وخططها يعزز من ذلك تاريخه الذهبي الطويل ونجوميته، وشعبيته، وملازمته لأكبر عدد من المدربين العالميين بجانب خبرته الكروية العالمية كنجم حقق سبقاً بمشاركته وحضوره لأربعة نهائيات كأس عالم أيضاً زمالته للعالمي زيدان ورونالدو وغيرهما من النجوم العالميين في المواجهات الكروية الخيرية، لذا وجوده بجانب كوزمين مفيد للفريق، وهو النجم صاحب الشخصية القوية، والنفوذ الكبير داخل الإدارة الهلالية ومجلس النادي الشرفي، ولكي يفيد عليه التركيز على الجانب الفني الأهم لضعف خبرته الإدارية التي لكي نكون منصفين ذهبت مع الخبير عادل البطي الذي أيضاً لا يقارن بخبرة "سامي" الفنية. @@ عادل البطي قدرة إدارية هائلة يجمع بين الخلق الرفيع والنضج والتعقل أو الحكمة في معالجة الأمور، لذا من الصعب تعويضه في العمل الإداري، وهو المتميز والكفء لمنصب رئيس ناد وليس فقط لعضوية مجلس إدارة أو إدارة كرة الكل يكبر فيه الايثار وتغليبه مصلحة الهلال على كل المصالح بقاؤه ضروري ومغادرته إن حدثت - لا قدر الله - خسارة. @@ القضية في بدايتها، ونهايتها كان هناك من يرى الاكتفاء ب "سامي" وهناك من يرى ذلك في "عادل" وقلة اجمعوا على تواجد "الاثنين" وعند بدء المؤشرات على التغيير وفق تلميحات إدارية وإعلامية وجماهيرية في المنتديات كان هناك من يرى بقاء واحد وخروج الآخر، لكن هناك أيضاً من أبدى وجهة نظر بابتعاد الاثنين واحضار (ثالث) ليكون مديراً للكرة يمتلك المواصفات والخبرة الإدارية والفنية ليكون في ذلك عدل ومساواة حسب صاحب وجهة النظر خاصة والثنائي اختلفا في العمل، ووصل الاختلاف إلى وضع كان يهدد مسيرة الفريق، لذا حفظ الحقوق (الاعتبارية) و(النفسية) كان يستوجب اتخاذ قرار منصف!!، وهذا لا يعني خطأ القرار الذي اتخذ ببقاء "سامي"، وابتعاد "البطي" فربما يقدم سامي كمدير عام للفريق عملاً مختلفاً، وناجحاً إذا ما تعاون معه الجميع، وكان العمل وسط أجواء جميلة تساعد على النجاح، وهي في الغالب تكون كذلك في الهلال ويزيد من وجودها، وفرص النجاح وجود الرئيس المثالي عبدالرحمن بن مساعد ونائبه نواف بن سعد.