تبنى الحضارات عبر التاريخ تميزها بعلومها وثقافتها هذه المعارف تنسج أبجديات المجد والتفوق والنجاح وفي مسيرة العطاء التي قدمها ويقدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أقف أمام حدثين يمثلان قمة التميز والتحدي والإنجاز.. الأول هو قرار إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والتي سيتم افتتاحها في سبتمبر القادم 2009م هذه الجامعة التي تعلن بداية عهد جديد من الإنجاز والتميز العلمي في المملكة والثاني هو وضع حجر الأساس لبناء أول جامعة للطالبات جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والتي ستتاح فيها فرصة للطالبات لدراسة مختلف التخصصات العلمية. وهذا يشكل بداية لرؤية جديدة لدور المرأة الايجابي في خدمة المجتمع في ظل قيمنا الإسلامية والرغبة الصادقة في تطوير تعليمها كماً ونوعاً. إن وضع حجر الأساس لهذا الصرح التعليمي يدشن مرحلة تاريخية من مراحل تطور تعليم المرأة في بلادنا وتجسد دورها ومشاركتها الفعلية في التنمية وخدمة المجتمع وعندما نسترجع حصاد السنوات التي مضت وتلك الفترات المتعاقبة بكل تفاصيلها ونرصد ونحلل ملامح زمن مضى حفظه التاريخ للتعليم الجامعي لبناتنا منذا ن أنشئت أول كلية تابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات، نجد ان لهذه الكليات دورها المميز في نشر التعليم الجامعي في معظم مناطق المملكة هذا الانتشار المرحلي والجغرافي كان له دور وأهمية في تلك المرحلة في تعزيز مكانة المرأة السعودية في كل أنحاء البلاد حيث كان يتطلب ذلك الوقت خصوصية معينة وبعد انتظار طويل كان إعلان قيام جامعة الرياض للبنات والتي اختزال الكليات من أكثر من مائة كلية إلى ثلاثة وعشرين كلية وكالرياض بحلاوتها وتقلبات طقسها وتاريخها كان عام الرياض هو نقطة التحول وحلقة الوصل ما بين زمان الكليات والجامعة وبدأت مرحلة جديدة من أصعب مراحل أي صرح جامعي ان تؤسس وتضع القواعد من البداية عمل تستطيع السيطرة عليه ولكن ان تعيد التأسيس وان ترث تركة وتعيد البناء هو الأمر الأصعب وان تمد جذورك بكل انسياب أمر طبيعي ولكن ان تعيد تناسق جذورك في أرضك أمر يحتاج إلى خبرة وبعد نظر تمتزج داخله الرؤية الحالية والبعيدة مع الواقع بين إعادة الهيكلة والبناء والوقوف عند منحنى تساؤلات عديدة أهمها: @ ما هي رؤية المؤسسة؟ @ ما هي أهداف المؤسسة؟ @ ما مستوى الجودة المطلوبة؟ ولكن إيمان مديرة الجامعة سمو الأميرة د. الجوهرة وطموحها للتغيير والبناء وإلى أحداث نقلة نوعية لمواكبة عصر العولمة كان دافعاً للكثيرات للعمل الجاد وتجاوز معظم العقبات وتحقيق رؤية واضحة وثابتة لمستقبل مشرف لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تمثل نقطة الانطلاق لمرحلة جديدة في تعزيز تعليم المرأة في بلادنا. أخيراً ادعو الله ان يديم على بلادنا أمنها ورفاءها في ظل القيادة الرشيدة أنه سميع الدعاء.