حظيت الجمعية منذ أن كانت فكرة وإلى أن أصبحت حقيقة واقعية، تمتد مظلتها إلى العديد من مناطق المملكة بدعم ومساندة رائدة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض. لذا فإن رعاية الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفل وضع حجر الأساس لمركز الجمعية بجنوب الرياض ما هي إلاّ صفحة جديدة في سجل حافل بالرعاية والدعم للعمل الخيري بوجه عام ولقضية الإعاقة والمعوقين بوجه خاص، فمسيرة الأمير سلمان مع الجمعية حافلة بالمواقف الإنسانية النبيلة، ولهذا سنحاول أن نستعرض هذا السجل الزاخر بكل الخير والعطاء.. وكانت البداية مع توجيه سموه الكريم ببدء أنشطة الجمعية من أروقة جمعية البر بل أن النشاطات الأولى للجمعية كانت بدعم مالي من جمعية البر بالرياض، وذلك في إطار العناية الكريمة من سمو أمير الرياض الذي استشرف بحسهِ الإنساني أهمية أهداف الجمعية تجاه هذه الفئة الغالية من الأطفال وضرورة برامجها العلاجية والتعليمية والتأهيلية لمساعدة هؤلاء الأطفال. وكانت الخطوة التالية في مسيرة الجمعية هي إنشاء مركز متخصص لتقديم الخدمات المجانية للأطفال المعوقين وبدعم من سمو أمير الرياض حصلت الجمعية على الأرض التي أُقيم عليها مشروع مركز الرياض، وذلك تبرعاً من مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ومع بدء أعمال الإنشاءات والتجهيزات في أولى مراكز الجمعية كان سموه لا يألو جهداً في العناية بهذا المركز الوليد إلى أن قام أمير الرياض ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله بافتتاح مركز الرياض في 1407/2/9ه. ومنذ ذلك التاريخ تواصلت الرعاية الكريمة من قبل الأمير سلمان بن عبدالعزيز للجمعية بدون انقطاع حيث رعى سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود المؤتمر الأول للجمعية الذي نُظم خلال الفترة من 1413/5/1613ه. وحضره أكثر من ( 400) خبير في الشؤون الإعاقة من كافة دول العالم، وقد صدر عن المؤتمر عدد من التوصيات المهمة التي حظيت بموافقة المقام السامي، وقد أحدث انعقاد المؤتمر تأثيرات إيجابية واسعة المدى في مستوى الخدمات المقدمة للأطفال المعوقين بل ان النظام الوطني للمعوقين الذي صدر قبل عدة أعوام كان أحد أهم توصيات هذا المؤتمر الذي عقد بالرياض بدعم كريم من أمير منطقة الرياض. كما تبرع سموه نيابة عن الجمعية الخيرية الإسلامية بعدد من قطع الأراضي التي كانت تملكها الجمعية وذلك امتداداً لدعم سموه للأهداف الإنسانية لجمعية الأطفال المعوقين. وفي هذا الإطار وانطلاقاً من رؤية سموه الثاقبة لمستقبل الجمعية وضرورة الخدمات التي تقدمها للأطفال المعوقين تبنى أمير الرياض فكرة إقامة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ليعنى بثراء البحث العلمي في مجال الإعاقة وتطبيق نتائجها في حقول الوقاية من الإعاقات وفي رعاية المصابين من جهة أخرى. وقدم سموه منحة مالية لتأسيس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وقدرها عشرة ملايين ريال كما قبل سموه مشكوراً الرئاسة الشرعية لهذا المركز حيث يمثل مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة نقلة حضارية نوعية للرعاية الصحية في المملكة من خلال إنجازاته المتميزة في مجال البحوث الطبية والعلمية التي تلقي الضوء على حجم وأهمية الإعاقة الجسدية والعقلية لدى الأطفال، الذين يمثلون المستقبل المشرق للوطن، وقد تابع سموه عن قرب خطط عمل المركز بنشاطاته المختلفة ولهذا لم يكن من المستغرب أن يبادر سموه بتخصيص مقر لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في الحي الدبلوماسي بالرياض، كما تفضل سموه برعاية افتتاح مقر المركز في 1417/7/27ه الموافق 1996/12/8م وتكريم الجهات العلمية والأكاديمية والأشخاص الذين ساهموا في خدمة المركز وخدمة رسالته السامية التي يضطلع بها هذا المركز الخيري الذي يعد أول مركز من نوعه على نطاق المملكة والوطن العربي يهدف إلى تنشيط البحث العملي الذي يسهم في الحد من مشاكل الإعاقة من خلال وضع الأسس والمعايير الصحية الوقائية اللازمة للحد - بمشيئة الله - من تفاقم هذه المشكلة، ولمعالجة أسبابها في المراحل المبكرة توطئة لتأهيل هذه الفئة من المعوقين للقيام بدور فعال في المجتمع مما يقلل من الهدر الاقتصادي الكبير الذي يجب توظيفه في مجالات أخرى تخدم مسيرة التنمية التي تحرص عليها حكومتنا الرشيدة. وفي هذا الإطار، تمثل رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز، فكرة إنشاء جمعية المؤسسين بالمركز لتوفير الدعم لبرامج المركز دفعة نوعية لتطوير الخدمات التي يقدمها مما يسهم في الحد من الإعاقة لدى الأطفال. وتقديراً للعناية المتميزة التي تحظى بها الجمعية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.. وجهود سموه في حشد الدعم للجمعية ومشروعاتها شرفت الجمعية بمنح سموه جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية لعام 1415ه عرفاناً وتقديراً لعطائه الدائم ودوره المتميز في تواصل مسيرتها. حيث تفضل سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله- برعاية المؤتمر الدولي الثاني للإعاقة والتأهيل الذي نظمته الجمعية خلال الفترة 26- 29رجب 1421ه. وقد شهد ختام المؤتمر صدور الموافقة السامية على النظام الوطني لرعاية المعوقين، ذلك النظام الذي حظي مشروعه بدعم ومساندة لا محدودة من سمو أمير منطقة الرياض، حيث تابع سموه عن كثب خطوات إعداده من قبل اللجنة المشرفة المشكلة من عدد من المسئولين والعاملين بالجمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة. وما كان للجمعية أن تحقق العديد من الانجازات والنجاحات دون فضل الله تعالى ثم بدعم الدولة ممثلة في قيادتنا الرشيدة، وأيضاً عناية ورعاية سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز بمختلف أنشطتها وبرامجها الجمعية، ومن ذلك فان دعم سموه لمشروع "واحة حائل" وهو أحد أهم مشروعات الوقف الخيري للجمعية بمنطقة الرياض، كان له الفضل في إنشاء هذا الصرح في الحي الدبلوماسي، وحرص الأمير سلمان بن عبدالعزيز على رعاية حفل وضع حجر الأساس للمشروع وتفضل مشكوراً بالتبرع بثلاثة ملايين ريال للمشروع. ويمثل توثيق سجل دعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لجمعية الأطفال المعوقين على امتداد مسيرتها التي تزيد على خمسة وعشرين عاماً توثيقاً لما توليه الدولة من اهتمام ورعاية لمشروعات الخير ولقضية الإعاقة بوجه خاص.