قبل فترة قريبة أعلنت شركة سوني في قسمها الترفيهي الخاص بجهازها PS3، عن تدشين مشروعها الجديد "بلايستيشن هوم"، العالم الافتراضي الذي تقدمه سوني لمستخدمي آخر أجهزتها الترفيهية حداثة وثورة في جيل أقرانها مثل النتيندو "وي" ومايكروسوفت "إكس بوكس"، هذا المشروع الذي رصدت له شركة سوني مبلغاً كبيراً، وسلحته بآخر ابتكاراتها في مجال التصميم الثلاثي الأبعاد والأفكار التي تحاول بناء عالم افتراضي لا يختلف عن العالم الواقعي، سوى في الفصل الذهني الذي يبدو واضحاً للمستخدم في البداية، قبل الولوج في العالم الافتراضي الذي تعد سوني بقدرتها على تهميش ذلك الفصل. هذا المشروع هو نتاج جيل طويل من ألعاب كانت تتخذ منهج المحاكاة في تقديم الترفيه الذي تعد به، وكانت تقوده شركات مثل الأمريكية "إليكترونيكس آرت" في ألعاب شهيرة لها مثل "سلسلة السيمس"، التي قامت بتصميمها وتطويرها شركة ماكسيس الضليعة في هذا النوع من الألعاب على يد المصمم الشهير "ويل رايت"، لكن الفرق بين العالمين كبير، فبينما تنتهي لعبة ويل رايت على معدل ساعات محدد مسبقاً في مدى أقصى، يبدو مشروع سوني وكأنه انتقال لمحاكاة ذات بعد زمني مطرد دون تحديد، سوني ترغب في ربط جمهور بجهازها الترفيهي رباطاً من نوع حصري واستهلاكي إلى حد الامتلاك، وهو أمر لا يبدو صعب المنال في ظل وجود جمهور شاب استطاع الإعلام والتقنيات الجديدة تنمية الاستعداد لديه لتقبل مثل هذه الوسائل الترفيهية بل وتبنيها ونشر ثقافتها. لن أدخل في فرضيات حول نتائج مثل هذه الاختراعات التقنية، لكنني بدأت أشعر بأن التقنية أصبحت على قدر ما تقدمه للبشر من مساعدة في جعل الحياة أكثر راحة، إلا أنها تجعلها أقل إنسانية، نعم.. أقل إنسانية لدرجة أنك تستطيع أن تصادق وتتقرب وتدعو للعشاء صديقاً افتراضياً، أنت تصبغ عليه المواصفات التي لم ولن تتوفر لك في أرض الواقع، أنت الواقعي الوحيد في هذا العالم الافتراضي، لكنك لن تظل كذلك طويلاً.