مسلسل "اسمهان" هذا المسلسل الذي استغرق عدة سنوات لإعداده، لتجسيد سيرة الفنانة آمال الأطرش ابنة العائلة السورية العريقة التي كانت تحمل لقب أميرة وعايشت فترة حاسمة من تاريخ العالم وتاريخ بلادها، من يوم ولادتها الى معايشتها الحرب العالمية الثانية حتى رحيلها بطريقة مفاجئة في حادث سير لم يعرف ان كان متعمدا ام عارضا. "الرياض" استعرضت آراء المهتمين والمتابعين للدراما الفنية لمعرفة ابرز أصداء المسلسل. حيث قال المخرج المسرحي السعودي عبدالعزيز السماعيل: بأن العمل بشكل عام كان واضحا فيه الجهد المبذول والصرف السخي من المنتجين، إضافة إلى الإبداع الكبير من المخرج التونسي القدير "شوقي الماجري" في استخدام الأسلوب السينمائي في التصوير والحرص الشديد على مطابقة مواقع التصوير لما حدث قبل 60عاما، وحرص الممثلين على الوصول لما يسمى ب"ذروة الأداء" في المشاهد حيث كان أداء الممثلين جيدا وان تميز البعض بشكل واضح مثل الممثلة "سلاف فواخرجي" في دور أسمهان و"عابد فهد" في دور الأمير حسن الأطرش وكذلك "احمد شاكر" في دور الموسيقار فريد الأطرش وأخيرا الممثلة اللبنانية البارعة "ورد الخال" في دور علياء المنذر، وفي اعتقادي الشخصي أن النص جيد ومحبوك بشكل احترافي - وان احتوى على عدد من الأخطاء التاريخية - ساعد الممثلين على الظهور بهذا المستوى الرفيع من الأداء. رضوان الدمشقي (ناقد فني سوري) يرى أن المسلسل احتوى - كأي عمل بشري - على بعض الهفوات من وجهة نظره حيث أوضح ان فؤاد الأطرش لم يكن بهذه القسوة وهذا التهور الذي ظهر عليه في المسلسل، مع انه لا ينفي قسوته ولكن ليس الى ذاك الحد، ايضا الموسيقار فريد الأطرش لم يكن بهذه السذاجة، كما لم يكن ذلك الرجل السلبي في بيته الذي لا حول له ولا قوة، بل كان رجلا مسالما وهناك فرق بينهما. كما تم إغفال أهم صفة في شخصية فريد وهي الكرم والسخاء الشديد، حيث لم تظهر في المسلسل، كما جني على الموسيقار وعازف العود البارع "فريد غصن" والسيدة ام كلثوم في هذا المسلسل ولم يعطيا حقهما كما ينبغي، اما إغراق أسمهان في الملذات والسهر كان مبالغا فيه واضر بصورتها الحقيقة - وهو اكبر هفوات المسلسل-، حيث ظهرت وكأن لاعمل لها سوى الشرب والتدخين ولعب القمار خصوصا في مرحلة ما بعد طلاقها من الأمير حسن، لا ننكر هذه التصرفات ولكنها ظهرت بشكل مبالغ فيه جدا، اما الغلطة التي لا تغتفر كما يراها الدمشقي فتكمن في إغفال صوت أسمهان الأصلي لجميع الأغاني ال 22التي غنيت خلال المسلسل، ليس هذا فقط بل حتى محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش تمت الاستعانة بأصوات مشابهة لأداء الأغاني، مع انه من المفترض - على الأقل - كون المسلسل يحكي قصة مطربة أن يكون صوتها وهو أهم ما تملك حاضرا كحضور شخصيتها المتناقضة. فلأجل هذا السبب تضايق لعدم ظهور صوت أسمهان (الاستثنائي) والذي من الصعب ان يتكرر في تاريخنا الفني القريب. المشاهد عباس حطيط قال : أعجبني المسلسل بشكل عام ولفت نظري تميز عابد فهد، ولكن لي بعض الملاحظات منها أن دور فؤاد الأطرش مبالغ جدا في قسوته وكأنه ليس من أفراد العائلة، أيضا بدا لي خلال المسلسل أن أسمهان منزوعة الأمومة، حيث إنها حاولت الإجهاض - وهو ما نفته ابنتها تماما - أكثر من مرة، كما بدت لي أسمهان وكأنها ليست أما لكاميليا من برودة التعامل معها. اما المشاهد محمد القحطاني فعقب قائلاً: لم يعجبني قبول الأمير حسن الأطرش لتصرفات زوجته الأميرة آمال (وكما يعلم الجميع عادات المجتمع الدرزي وتقاليده) حيث لا يمكن لأي شخص مهما كان منفتحا أن يسمح لزوجته ليس بالجلوس مع الرجال فقط بل والغناء والسفر لوحدها وقت ما شاءت، اعتقد أن هذا الكلام ينافي الواقع. يذكر أن مسلسل "أسمهان" الذي عرج على استفهامات المهتمين بمشاهدته انقسموا على بعض أحداثه واجمعوا على أداء أبطاله لتبقى هذه الأسطورة قضية حتى بعد ستة عقود من وفاتها محققًا نسبة مشاهدة عالية رغم منافسة ما اكتظت به الشاشات العربية من المسلسلات خلال شهر رمضان حائزا على جائزة مهرجان أبو ظبي للإذاعة والتلفزيون لأفضل مسلسل.