إنها زجاجة مملوءة بمادة سائلة غليظة القوام على ظاهر الزجاجة مُلصق مطبوع عليه معلومات عن المكونات : زيتٌ طبيعي لا يحتوي على أيّ إضافات كيميائية، مُستخلص خصيصاً ليُعطي نعومة ونضارة وليونة للبشرة ويُعالج البقع الداكنة، ماذا بعد؟؟ يشرح ذات المُلصق طريقة الاستعمال بكل بساطة "ضعي كمية قليلة (تقديرها راجع لمزاجك سيدتي) من الزيت مع عدد "2" ملعقة طعام من عصير الليمون وامزجيهما ثم ادهني المكان المطلوب..! واتركيه لمدة ساعتين تقريباً ثم ابدئي بعد ذلك عملية التنظيف ويُفضّل استعمال الصابون "المغربي" مع الليفة..!!!! طبعاً لم يُكلّف الصانع أو (المُعبّئ) نفسه عناء شرح مكوّنات هذا الزيت فقد يكون زيت (خِروعء) ملأه من الجالون ولطع على الزجاجة ذلك المُلصق الذي لم يُشر لا من قريبٍ أو بعيد الى بلد المنشأ أو مكان التعبئة فقد يكون المكان (خرابة) في منفوحة أو صندقة في حي (غليل) إنما المؤكّد أن المنتج العجيب الذي يُعطي النعومة والنضارة والليونة للبشرة يُباع علناً في المتاجر ذات التراخيص الممهورة بختم البلدية والتجارة والدفاع المدني وبسعر إجمالي (الزجاجة+الزيت+المُلصق بتعليماته) قدره (5) ريالات يا بلاش..! طيّب لو وقعتء الواقعة وتضرر من هذا الزيت من تضرر لمن يلجأ المتضررون؟؟ وعلى من تُقام الدعوى؟؟ هل على من باع الزجاجة؟؟ أم على من عبأها؟؟ أو على خرابة منفوحة وصندقة "غليل" أو على من سمح ببيعها وهو هنا فاعل مبني على المجهول وعلى المُتضرر اللجوء الى ذلك المجهول. لقد حذّرت الجهات المختصة بسلامة الغذاء والدواء من وجود عنصر الزئبق لما يسببه من أضرار صحية على الكبد والكلى حيث يمتص الجسم تلك المادة الخطيرة عن طريق الجلد..!! ونبهت الى سرعة سحب المُنتجات من الأسواق حماية لأكباد العباد وهذا شيء جيد ولكن من الذي سيقوم بسحب تلك المنتجات التي تغصّ بها محلات العطارة وايضا دكاكين (ابوريالين) التي تسوّق كل شيء مغشوش؟؟ الحكاية أكبر مما نتصور ياجماعة الخير.