يجتمع اليوم الاثنين وغداً في مدينة مرسيليا وزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط لاختيار المدينة التي ستكون مقرا لأمانة الاتحاد العامة. وأما المدن التي ترغب في أن تكون هذا المقر فهي مرسيليا وبرشلونة وتونس و لافاليت العاصمة المالطية وبروكسيل مقر المفوضية الأوروبية. وكانت فرنسا التي تترأس مع مصر حاليا لمدة سنتين الاتحاد من أجل المتوسط قد أبدت رغبتها في أن تكون تونس مقر الأمانة العامة لهذا الإطار الذي أطلق في باريس يوم الثالث عشر يوليو الماضي لتعزيز التعاون الأوروبي المتوسطي.. ولكن السلطات المحلية الفرنسية في مدينة مرسيليا والمنطقة التابعة لها قد طالبت قبل أيام الرئيس الفرنسي ورئيس المفوضية الأوروبية بالعمل على أن تكون هذه المدينة مقر الأمانة العامة لعدة اعتبارات من أهمها أن تاريخ مرسيليا القديم والحديث إنما يجسد بحق الهوية المتوسطية. ولكن إسبانيا كثفت في الأسابيع الأخيرة حملتها لمحاولة إقناع الدول الأربع والأربعين في الاتحاد من أجل المتوسط بضرورة اختيار مدينة برشلونة لتكون مقر الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط. بل إن صحيفة " لوموند " الفرنسية أكدت قبل يومين أن إسبانيا عرضت على تونس منصب أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط مقابل التخلي عن ترشيح العاصمة التونسية لإيواء مقر الأمانة العامة. وإذا كانت دول عربية متوسطية تدافع عن مبدأ اختيار تونس لتكون مقر الأمانة العامة فإن الصحيفة الفرنسية أكدت أن سوريا ولبنان يعترضان على هذا الخيار لأنهما يعتقدان أن في تكريس تونس عاصمة للاتحاد من أجل المتوسط اعترافا شبه رسمي بإسرائيل التي هي دولة عضو في الاتحاد من أجل المتوسط. بل إن إسرائيل تزعج منذ أيام الدول العربية المتوسطية من خلال الحملة التي تشنها ضد وضع الجامعة العربية في الاتحاد من أجل المتوسط. فهي تعتبر أنه ليس من حق الجامعة أن تشارك مثلا في الاجتماعات التمهيدية التي ستجري اليوم الأحد وغدا الاثنين في مرسيليا بين السياسيين والفنيين لدراسة الملفات المطروحة على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد غدا وبعد غد. وترى إسرائيل أن وضع الجامعة العربية في الاتحاد كطرف مراقب يمنعها من المشاركة في مثل هذه الاجتماعات التمهيدية الأمر الذي ترفضه الجامعة العربية التي ترى أنه من حقها الاجتماع بوزراء الخارجية والفنيين التابعين للبلدان العربية المتوسطية للسعي إلى تنسيق المواقف العربية من الملفات المطروحة على الاتحاد من أجل المتوسط.