خلف أبواب مدارس الطالبات تدور العديد من المشاكل التي تواجههن خلال مسيرة التعلم لاسيما في المرحلة المتوسطة والثانوية.. وهذه المشاكل ليس من السهولة استيعابها أو حلها فهي تحتاج لتفرغ وتخصص في أساليب الحلول والعلاج خاصة من الناحية النفسية والتربوية منها.. ومن هنا يبرز دور "المرشدة الطلابية" في المدارس، الدور الذي يفترض أن يجمع بين القوة واللين في آن واحد، وتملك صفات معينة لا تمتلكها الأخريات مثل الصبر و فن أسلوب الحوار و الخبرة و التفكير المنطقي الواسع، وبذلك لا يمكننا تهميش أو إنكار هذا الدور التربوي والإرشادي أو إسقاط حقه.. ولكن هل جميع المرشدات الطلابيات في مدارس البنات يمتلكن الصفات بالشخصية والقدرة على حمل أمانة الإرشاد والتوجيه ؟؟ وماهي الصعوبات التي تواجه المرشدة الطلابية لعدم قدرتها على تفعيل دورها الفعال في المدارس؟... "الرياض" التقت بعدد من المرشدات الطلابيات لمعرفة أبرز مشاكل الطالبات وكيفية التعامل معها. في البداية تؤكد المرشدة الطلابية منى الذياب في إحدى مدارس الثانوية على ضرورة تفرغ المرشدة لعملها فقط دون قيامها بأعمال أخرى داخل المدرسة وقالت: للأسف في كثير من الأحيان يطلب من المرشدة أن تحضر حصص فراغ أو المناوبة في أوقات الاختبارات، وأحياناً يطلب منها من إدارة المدرسة أن تقوم بدور التفتيش على الطالبات أثناء الطابور الصباحي وغيرها من المهام التي تشغلها عن عملها الأساسي بل و تشتت ذهنها كما أن قيامها بهذه الأمور يقلل من مكانتها وهيبتها أمام الطالبات لأنها بهذه الطريقة تقوم بعمل ليس عملها الأساسي، مشيرة إلى أن أغلب المرشدات هن معلمات مواد مختلفة وطلبن تحويلهن لمرشدات وهذا الأمر يقلل من دور الإرشاد الأساسي فلابد من أن يشترط مواصفات معينه للمرشدة غير متوفرة بمعلمة المواد الأخرى، مثلاً لابد أن تكون المرشدة معلمة في الأصل لعلم نفس أوعلم إجتماع لأن هناك مشاكل الطالبات النفسية التي تحتاج لتخصص وليس لاجتهاد لحلها.. المعلمة مع الطالبة وبالنسبه لأبرز مشاكل الطالبات التي تواجه المرشدة الطلابية أوضحت الأستاذة أسماء الغنيم في إحدى مدارس الدمام أن أبرز المشاكل هي غالباَ التي تحدث بين المعلمة والطالبة نفسها أو العكس، وأيضاً الغياب يعتبر من المشاكل التي نعاني منها من الطالبات، مؤكدة على ضرورة دور المعلمة في حل بعض المشاكل دون اللجوء للمرشدة، كما طالبت بأن لا تتدخل المرشدة في المشاكل التي يمكن أن تحلها المعلمة مع الطالبة، مثل عدم حل الواجب. الاعجاب بين الطالبات المرشدة الطلابية مها العتيبي تخبرنا من نظرتها الواقعية منذ خمس سنوات في المرحلة المتوسطة مدى إحتياج الطالبات لللإحتواء العاطفي وقالت: تعاني الكثير من بناتنا الفتيات في مرحلة المراهقة تحديداً من الفراغ العاطفي، لذا تنتشر في المدارس (الإعجاب) بين الطالبات، فهو أكبر المشاكل التي نسعى إلى حلها من الجانب المدرسي عن طريق احتواء المرشدة للطالبة ومحاولة التقرب منها لانها مسألة خطيرة الأبعاد، فالطالبة إن لم تجد الحنان والاحتواء في المنزل فستبحث عنه مؤكداً خارجه وبطرق مختلفة، ومن الجانب الأسري نعمل على التوعية عن طريق مجلس الأمهات، والنشرات التوعوية للأم، فأنا دائماً أخبر الأم بأن ابنتها بحاجة إلى أحتواء عاطفي ويكون بالتقرب منها بمشاركتها همومها ومساعدتها وعدم التفرقة بينها وبين إخوتها الشباب في المعاملة حتى لا تشعر بالظلم أو الإنكسار ولكن للأسف أن أغلب الأمهات عندما يرين أن بناتهن أصبحن في المرحلة الثانوية أو المتوسط، يتخيل لهم أن البنت أصبحت كبيرة ولا خوف عليها، وهذا خطأ بالعكس تماماً كلما كبرت الفتاة تحتاج إلى الحنان والعاطفة أكثر).. التأخر الدراسي المرشدة الطلابية سهام الدوسري توضح مدى أهمية تفرغ المرشدة لعملها وقالت: للأسف المرشدة تعتبر مهمشة من قبل بعض الإدارات رغم أنها تقوم بدور كبير في المدرسة كترتيب السجلات وإستبيانات الطالبات والإرشاد التربوي والأعمال الأخرى المتعددة في ما يخص عملها وما لا يخصه، إلا أنها لم تقدر التقدير الكافي والمراعاة التي تستحق، ماتبذله من جهود.