ذكر التقرير الشهري الأخير الصادر عن شركة المركز المالي الكويتي (المركز) والذي يهدف إلى تحليل أداء صناديق الأسهم في المنطقة أنه حتى الآن لايزال سبتمبر أسوأ الأشهر تقلباً في اسواق دول مجلس التعاون الخليجي لهذا العام. ففي حين هبطت الأسواق العالمية بشكل حاد خلال شهر سبتمبر الماضي، تأثرت أسواق المنطقة عندما انتشرت توابع الأزمة العالمية ووصلت لدولها. وتم إضافة الهبوط الأخير في أسعار النفط إلى المزاج السلبي الذي يعيشه السوق. من جانب آخر، زاد إجمالي حجم الأسهم المتداولة في أسواق دول التعاون بنسبة 19.3% تبعاً لنشاط التداول المرتفع في الكويت والإمارات، وانخفضت القيمة المتداولة في أسواق المنطقة بواقع 9% في سبتمبر. وعلى الرغم من الأساسيات القوية، إلا أن أسواق دول التعاون سقطت فريسة الشعور السلبي السائد. وبالنسبة لأساس المتوسط المرجح، تكبدت صناديق الأسهم الخليجية خسائر ثقيلة بنسبة 15.0% في سبتمبر مقارنة مع 9.0% في أغسطس الماضي. وخفض مديرو الصناديق في سبتمبر الماضي من انكشافهم على الأسهم بواقع 1.85% . وقررت الصناديق على إثر ذلك الاحتفاظ بالسيولة، وبلغت الأموال النقدية المتاحة 8% من إجمالي الأصول لديها. وهو أعلى مستوى تصل إليه في 2008ومن حيث التوزيع الجغرافي، استمر الانكشاف بالتزايد في السعودية من 32.2% في أغسطس إلى 33.5% في سبتمبر على الرغم من أداء السوق السلبي. وقدم سوق (تداول) السعودي الذي فقد 32.4% حتى الآن في 2008(سبتمبر 2008) فرصة جيدة للمديرين لدخول السوق. كذلك شهد السوق الكويتي تحسناً في الثقة عندما زاد القائمون على توزيع الأصول من انكشافهم بنسبة 22.7%. ويمثل هذا الرقم أعلى نسبة توزيع في السوق الكويتي منذ فبراير 2008ومع ذلك، انخفض توزيع الأصول في أسواق الإمارات إلى 21% وهو أدنى مستوى حتى الآن في 2008ويتوقع مديرو الأصول أن يشهد قطاع العقار والاقتصاد الإماراتي انخفاضاً بشكل عام. وفي حين أن توزيع الأصول ارتفع في قطر بمعدل 13.7%، انخفض انكشاف أسواق دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأخرى بواقع 3.6%. ومن بين الصناديق التقليدية، كانت أكثر الأسهم المملوكة تفضيلاً في دول التعاون اسهم شركة سابك، وإعمار العقارية، وشركة الدار العقارية، وأرابتك القابضة، وقطر للصناعات.وفي سبتمبر، انكشفت عشرة صناديق تقليدية على سهم سابك، في حين استثمرت ستة صناديق في شركة إعمار العقارية. واتصف سوق الأسهم السعودي بتقلب عال جداً في شهر سبتمبر الماضي، إذ كانت ردة فعل السوق عنيفة اتجاه حالة السوق الأميركي السلبية. وانهارت الأسواق بشكل أكبر إثر خبر إفلاس بنك ليمان بروذرز الأمريكي، لكنها عادت للارتفاع بعد إعلان الحكومة الأميركية عن خطة الإنقاذ. وشهد السوق السعودي خسائر واسعة الانتشار مع هبوط جميع المؤشرات القطاعية بشكل حاد، وتصدرت موجة الانهيارات هذه قطاعات البتروكيماويات والاستثمار والإنشاء. وعلى أساس المتوسط المرجح، سجلت الصناديق السعودية خسائر بنسبة 19.1% خلال شهر سبتمبر. من ناحيتها، زادت صناديق عدة من احتياطياتها النقدية ولهذا فإن النسبة المئوية للأموال النقدية التي سجلتها الصناديق السعودية ارتفعت إلى 1.9% في سبتمبر بعد أن كانت 1.6% في أغسطس الماضي. وسجل سوق الكويت للأوراق المالية ثالث خسارة له على التوالي في سبتمبر وانخفض بواقع 11.1%. ووصل المؤشر السعري لسوق الكويت إلى أدنى مستوى له منذ 15مايو 2007، إذ أغلق عند 12839.3نقطة. وجاء انخفاض الأسواق على إثر تشديد معايير القطاع المالي من قبل بنك الكويت المركزي، إضافةً إلى الأزمة المالية العالمية التي تسببت بتقييد السيولة. وعلى أساس المتوسط المرجح، استمرت الصناديق بتكبد خسائر وانخفضت بواقع 12.2% في سبتمبر مقابل 5.5% في أغسطس. ومن بين الصناديق التقليدية، فإن أكثر أسهم مملوكة من قبلها كانت أسهم بيت التمويل الكويتي وبنك الكويت الوطني و مجموعة زين ومجموعة الصناعات الوطنية والشركة الكويتية للاستثمار. ولا تزال أسهم بيت التمويل الكويتي وبنك الكويت الوطني الأكثر تفضيلاً، إذ يستثمر 11صندوقاً في اسهمها. وانخفض سوق الدوحة للأوراق المالية بمعدل 10.8% في سبتمبر وهي رابع خسارة متتالية للسوق. وسجلت جميع المؤشرات القطاعية باستثناء قطاع الخدمات خسائر متضاعفة. وخفض مديرو الصناديق من انكشافهم على الأسهم بنسبة 85.4% خلال شهر سبتمبر واحتفظوا بنسبة 14.6% من الأموال النقدية المتاحة من إجمالي الأصول. إلى جانب هذا وخلال شهر سبتمبر وعلى أساس المتوسط المرجح خسرت صناديق الأسهم القطرية 13.3%. وهبطت أسواق الأسهم في دبي(سوق دبي المالي) وأبوظبي(سوق أبوظبي للأوراق المالية) مع استمرار بيع المستثمرين أسهماً وسط مخاوف من ركود قد يصيب الولاياتالمتحدة والعالم. واستمر سوقا دبي وابوظبي الماليان بتسجيل خسائر متضاعفة بنسبة 10.3% و13.3% على التوالي في سبتمبر الماضي. ومن بين المؤشرات القطاعية، كان مؤشر الاستهلاك لسوق أبوظبي من أكبر الخاسرين في سبتمبر، إذ بلغت خسارته الشهرية 15.7%، في حين خسر مؤشر المرافق العامة في سوق دبي 16.3%. وعلى أساس المتوسط المرجح خسرت الصناديق 16.6% شهرياً في سبتمبر. وسجل مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال للسوق العماني خسائر كبيرة خلال شهر سبتمبر بسبب الأزمة المالية العالمية، بيع المؤسسات الاستثمارية الأجنبية المستمر في السوق العماني. وتفاقم بيع المؤسسات الاستثمارية الأجنبية الذي بدأ منذ منتصف شهر يونيو الفائت منذ ذلك الحين وأثر بشكل حاد على حالة مستثمري التجزئة. وهبط القطاعان المصرفي والمالي والصناعي بمعدل 10.4%، و10.6% على التوالي في سبتمبر. وبالترافق مع السوق، سجلت الصناديق العمانية على اساس المتوسط المرجح للأصول خسارة بمعدل 10.9% في سبتمبر. وخسر مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترشيونال للسوق البحريني بنسبة 13.5% في سبتمبر الماضي، وهي ثالث خسارة له على التوالي. علاوة على ذلك، سجلت صناديق الأسهم البحرينية خسارة في المتوسط المرجح بنسبة 9.0% شهرياً. مع ذلك، تفوق أداء الصناديق بشكل كبير على مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترشيونال للسوق البحريني.