الصدفية هي التهاب جلدي مزمن غير معدٍ، منتشر في جميع بلاد العالم ويصيب مابين 1-3% من الجنسين بنسب متساوية. ويصيب مختلف المراحل العمرية من الأطفال الصغار الى العجائز لكنه اكثر انتشارا ما بين سن 15- 25عاما. مازال السبب الرئيس لحدوث هذا المرض غير معروف بالتحديد، إلا أنه من المتفق عليه هو حدوث خلل ما في جهاز المناعة يؤدي إلى التهاب على سطح الجلد وزيادة في معدل انقسام خلاياه ينتج عنه ظهور قشور سميكة بيضاء وبقع حمراء على الجلد. إذ إن الجلد في العادة يأخذ ما بين 28- 30يوما في دورة انقسام خلاياه الطبيعية حتى تنضج وتتحول الى خلايا قرنية ميتة تتلاشى بالتدريج على سطح الجلد. أما في حالة الصدفية فان خلايا الجلد تنضج بمعدل أسرع بكثير مابين 3- 6أيام وتتجمع الخلايا القرنية الميتة وتتراكم على سطح الجلد مكونة تلك القشور البيضاء مع الاحمرار نتيجة للالتهاب الحاصل تحت الجلد. وتشكل هذه القشور أثرا بالغا وسيئا على سطح الجلد وبخاصة عند انتشاره على مساحات واسعة أو في أماكن بارزة من الجلد. ينعكس ذلك على مظهر المريض وهيئته مما يجعله عرضة لابتعاد الناس عنه أو انعزاله هو عن المجتمع خوفا من ذلك. كما لا يقتصر أثر الصدفية على مظهر الجلد فحسب بل يؤثر ذلك سلبا في حياته الأسرية الخاصة والعامة، بل أثبتت الدراسات العلمية بأن له آثارا سيئة على الجوانب النفسية والاجتماعية والوظيفية والاقتصادية. فمن الآثار النفسية حصول القلق والاكتئاب، ومن الآثار الاجتماعية العزلة الاجتماعية للمريض المصاب بسبب تعرضه لنظرات الاستغراب من الآخرين أو نظرات الازدراء والاشمئزاز خصوصا أن هناك معتقدات خاطئة مرتبطة بهذا المرض بأنه معد أو أنه ناتج من قلة اهتمام المريض بعنايته الشخصية. وقد يحجم الشاب أو الفتاة عن الزواج خجلا وخوفا من الفشل في الحياة الزوجية. ومن الآثار الاقتصادية انقطاع المريض عن العمل ولفترات متعددة مما قد يؤثر على نجاحه بل وحتى استمراره في عمله. أضف إلى ذلك المبالغ الطائلة المصروفة في علاج المرض والتخفيف من آثاره. إن تلك الآثار مجتمعة جعلت من المختصين والباحثين والهيئات الطبية والبحثية تبذل ما في وسعها لإيجاد حلول مناسبة لعلاجه تماما أو التخفيف من حدته. وإلى اليوم وعلى الرغم من الجهود المضنية لم يتم اكتشاف علاج شاف للمرض، وبقيت العلاجات الحالية بين شد وجذب في فاعليتها من مريض لآخر وفي حالة دون حالة. وللصدفية أنماط متعددة منها الصدفية النقطية، والصدفية العامة، والصدفية الثنية البينية والصدفية الصديدية وصدفية الكفين والقدمين، وصدفية الأظافر، وصدفية الرأس وهناك نوع من الصدفية يؤثر على المفاصل مسببا آلاما والتهابات يسمى روماتيزم الصدفية. وسنلقي بالضوء في اللقاء الثقافي الأسبوع المقبل وبشكل مفصل عن المرض وآثاره.