اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نشر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية 600من عناصرها بالخليل جنوب الضفة الغربية أمس بضوء أخضر إسرائيلي، "مكافأة لها على دورها في تصفية المقاومة وحماية الاحتلال" - على حد قولها. وقال المتحدث باسم (حماس) فوزي برهوم: إن سماح الاحتلال بنشر قوات السلطة يأتي في سياق التنسيق الأمني الخطير وتطبيقاً لخطة " دايتون" الأمنية لحماية الاحتلال، وفي إطار دورها الذي تقوم به في تصفية حركة حماس وملاحقة المقاومين، والتي كان آخرها اعتقال أكثر من 60من أبناء وعناصر حركة (حماس)، وكشف أسرار عملية "ديمونا" البطولية. واعتبر برهوم في تصريح بعد ساعات من نشر هذه القوة في الخليل فجر أمس السبت: "أن ذلك يُوضح أجندتها الصهيوامريكية غير الوطنية، ومهمتها الخطيرة، والذي يوضح أن دور الأجهزة الأمنية في الضفة وقيادتها المتعاونة مع الاحتلال هو تصفية المقاومة، وحماية الاحتلال والمغتصبين الصهاينة". وتابع برهوم قائلاً: "إن ذلك يجعلنا نُصر على ضرورة عزل هذه القيادات الخطيرة المتعاونة مع الاحتلال الصهيوني، وإعادة هيكلة هذه الأجهزة من جديد بأجندة وطنية على أسس مهنية وقانونية، بحيث تكون مهمتها تطبيق القانون وحماية أمن المواطن الفلسطيني، وضمن منظومة الدفاع عن الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وحماية حقوقه وثوابته". وكانت عناصر أمن السلطة توجهت بعيد منتصف ليل الجمعة السبت ( 25- 10- 2008) من أريحا ورام الله إلى الخليل، جنوب الضفة الغربية، للقيام بحملة ل "حفظ الأمن والنظام"، بعد الاتفاق على ذلك مع قادة جيش الاحتلال. وأشارت مصادر فلسطينية من رام الله، إلى أن "هذه الحملة الأمنية في الخليل تأتي في اطار تنفيذ الخطة الأمنية للحكومة برئاسة سلام فياض وتنفيذ تعليمات الرئيس محمود عباس بضبط الأمن والقانون في عموم الأراضي الفلسطينية". وأوضحت تلك المصادر بأن الحملة تهدف إلى وقف كل حالات الفلتان الأمني التي عانى منها أهلنا في محافظة الخليل، مشددة على أن "السلاح الشرعي الوحيد هو سلاح قوى الأمن الفلسطيني وهدفه بسط سيادة القانون وفرض الأمن والنظام. يشار هنا إلى انه يوجد أكثر من 400من حثالة المستعمرين اليهود داخل مدينة الخليل وسط أكثر من 600ألف عربي، ما يزيد من تعقيدات هذه الحملة الأمنية. ومدينة الخليل هي المدينة الوحيدة المقسمة بين مناطق تقع تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية وأخرى تحت سيطرة الاحتلال.