اكتشف فريق من باحثي الآثار في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث "هياكل عظمية لحوالي أربعين جملاً برياً" في المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي تعود لأكثر من ستة آلاف سنة. وأعلن مدير عام الهيئة محمد خلف المزروعي أن فحوص "الكربون المشع" أوضحت أن عظام الجمال تعود لأكثر من ستة آلاف عام مما يعد اكتشافاً علمياً جديداً على مستوى العالم مشيراً إلى أن أهمية الاكتشاف تعود لحجم الآثار وعددها الكبير. وتم الإعلان عن هذا الاكتشاف المهم خلال جلسات "ندوة الدراسات العربية" التي تنعقد سنوياً في المتحف البريطاني في لندن بمشاركة عالمية من علماء وخبراء في التراث.. وقد ركزت التنقيبات السابقة على جمع البقايا القديمة المتواجدة في الموقع وقياس حجم العظام.. حيث أشارت التحليلات الأولية عن حجم عظام الجمال إلى وجود نوعين من الإبل: الأول لجمال متوسطة العمر تضاهي مثيلاتها من العصر البرونزي التي تم اكتشاف عظامها في منطقة أم النار.. فيما يشير النوع الثاني الذي يخص الجمال الأكبر سناً إلى أنها حيوانات ضخمة جداً. وتسعى إدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للقيام بتنقيبات بحثية إضافية في هذا الموقع تركز على فهم السياق البيئي للموقع ومزيد من التحليل المفصل لعظام الجمال القديمة. وقال الدكتور مارك بيتش مدير المسوحات الثقافية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن الهياكل العظمية للجمال المكتشفة في منطقة "بينونة" الصحراوية في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي تمثل أكبر عينة من عظام الجمال البرية القديمة التي تم اكتشافها في شبه الجزيرة العربية حتى الآن. وأوضح الدكتور بيتش أن الاكتشاف الجديد يمنحنا فرصة متميزة لتحري تاريخ الجمال في شبه الجزيرة العربية.. مضيفاً أن عظام الجمال استخرجت من الكثبان الرملية إلى الجنوب من "غابة بينونة" والتي كانت منطقة بحيرات منذ نحو ستة إلى تسعة آلاف سنة حين كانت الجمال تأتي إليها لشرب الماء.. وقد يكون أهل أبوظبي القدماء اعتادوا على صيد هذه الحيوانات نظراً لاكتشاف آثار لنصال حراب صوانية تم تصنيعها من قبلهم. ومن المتعارف عليه تقليدياً أن تدجين الجمال تم في العصر البرونزي أي قبل نحو أربعة آلاف عام نظراً لأن عظام الجمال موجودة بوفرة في مواقع عديدة مثل موقع أم النار.. وتشير عمليات البحث الأخيرة في مواقع في إمارة الشارقة إلى أن الجمال لم يجر تدجينها حتى ثلاثة آلاف سنة خلت تقريباً أي خلال العصر الحديدي.