أقامت هيئة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في مقرها بباريس احتفالاً بمناسبة مرور ستين عاماً على إعلان مبادئ حقوق الإنسان، شارك فيه معالي السيد كوتشيرو ماتسورا مدير عام منظمة اليونسكو، ومعالي السيد بطرس غالي الأمين العام الأسبق لهيئة الأممالمتحدة، وعدد من سفراء دول العالم لدى اليونسكو وكبار مسؤولي المنظمة وهيئة حقوق الإنسان. وقد ألقى سفير المملكة العربية السعودية لدى اليونسكو الدكتور زياد بن عبد الله الدريس كلمة المجموعة العربية لدى المنظمة بالنيابة عن الدول العربية الأعضاء في المنظمة؛ أكد فيها حاجة العالم الملّحة للتعريف بثقافة حقوق الإنسان في الأديان ونشرها وتبيانها، مشيرا إلى أنها منسجمة ومتناغمة فيما بينها في أصولها وأهدافها الكلية، وأكد أن (من شأن هذه الالتفاتة المعرفية أن تخفف من توظيف الأديان في هدر حقوق الإنسان؛ فالدين هو عود ثقاب العالم، به يمكن أن يستضيء الأخيار طريقهم في ظلمات الحياة، وبه يمكن أن يشعل الأشرار كومة القش في عقول البشر!). وأضاف: أنه قبل إصلاحيي وفلاسفة الشرق والغرب، كان قد جاء الأنبياء موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام بميثاق رباني لحقوق الإنسان، يتجلى بوضوح في الآية القرآنية الكريمة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقءنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلءنَاكُمء شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكءرَمَكُمء عِندَ اللَّهِ أَتءقَاكُمء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) وقد كانت كافة الأديان والمعتقدات تجمع على أهمية صون حقوق الإنسان، وتجريم وتأثيم من يخالف ذلك. وتحدث الدكتور الدريس عن أهم مشكلتين تواجهان العالم مستقبلاً.. مشيرا إلى أنهما : "المزيد من الجوع .. والمزيد من القمامة!! " وتساءل: ( أيهما الذي أفرز الآخر ؟ هل المزيد من القمامة هو الذي سبب مزيداً من الجوع لدى الفقراء، أم أن المزيد من الجوع هو الذي أتاح مزيداً من القمامة لدى المترفين؟! وأيا يكن الجواب، فإننا يجب أن نقرر أن من أبسط حقوق الإنسان أن لا يموت طفل الجنوب جوعاً .. ويموت طفل الشمال تخمة!). وشدد على أن من حق كل شعب مشتت أن يكون له وطن وأرض؛ لكن ليس من حقه أن يسلب وطن شعب آخر ويسرق أرضهم وينهب بيوتهم ومزارعهم وحقوقهم الإنسانية،كما يجري ضد الشعب الفلسطيني المظلوم الآن. وكان رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة والسيد ماتسورا والسيد بطرس غالي قد ألقوا كلمات ضافية عبروا فيها عن اللحظة التاريخية التي تم فيها (إعلان مبادئ حقوق الإنسان) والأهمية التي اكتسبها هذا الإعلان طوال العقود الماضية،خاصة أنه يأتي في وقت حرج وحساس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. فيما ألقى سفير البرتغال كلمة الدول الأوروبية،وسفير المجر كلمة دول أوروبا الشرقية، وألقت الأرجنتين كلمة دول أمريكا الجنوبية،والصين كلمة دول آسيا، كما ألقت جنوب أفريقيا كلمة الدول الأفريقية . وتحدث الجميع حول الأهمية التاريخية للإعلان كما أشار البعض إلى أوجه القصور في تطبيق الإعلان وبالذات في مسألة الحياد في معاييره.