أولاً هناك سؤال: ماذا ينتظر السعوديون من اقتصادهم؟ والإجابة هى زيادة فرص العمل، وزيادة النمو والدخل، وبالطبع ارتفاع مؤشر الأسهم لتعويض خسائر المجتمع..وكذلك ارتفاع الخدمات والتقنية، وكذلك صنع بداية دخل قومي غير نفطي حتى لو تطلب ذلك سنوات وسنوات.. تخيفني التوجهات العالمية تجاه النفط... أوروبا تستغل ازمة الركود وتعلن عن قروض بدون فوائد الى ثلاثين ألف يورو لأصلاحات منزلية وعقارية بشرط التخلص من الاحتياج النفطي المنزلي (الديزل والغاز)، ودعم قطاع السيارات الذي يعاني من التباطؤ بضخ أربعمائة مليون يورو مقابل شراء سيارات صديقة للبيئة (بالطاقة الهيدروجينية والكهربائية) وستكون20% من السوق، .. أوروبا تكره النفط وتدعم التخلص منه، والولاياتالمتحدة يهمها النفط لكن بأسعار منخفضة(لأنها منتج ومستهلك) أما نحن فهو دخلنا الحقيقي. ينتظر السعوديون ايضا فرص عمل جديدة عبر دراسة تغيرها وتطورها، وعدم الاكتفاء بالتدريب لإنتاج جيل عمالي فقط قد لايسمح دخله بتحمل تكاليف الحياة... لماذا ينتظر السعوديون ردة فعل العالم لكي يتصرفوا؟ إذا صرح العالم صرحنا، وإذا دعم دعمنا... بالإضافة إلى أنه قد يكون الحل الذي نحتاجه مختلفا . العالم تختلف استراتيجياته الاقتصادية.. الحديد مثلا في الصين يهتمون بسلامة توزيع الحصص بين المنتجين لتلافي حرب الأسعار وضمان قوة الشركات الصينية (لقوة الاستهلاك)، وفي الهند المهم هو الاكتفاء الداخلي قبل التصدير (لأنها بمرحلة طفرة)، وفي الولاياتالمتحدة المهم أن تكون الشركات الامريكية هى الرائدة في اسواقها لضخامتها... تختلف الانظمة، وفي الاخير نسمع السعادة في بعض التصاريح (السعيدة) بالكساد العالمي لتقول إنه سيخفف من غلاء الأسعار... وأصبحنا نعيش على رد فعل العالم لا بفعلنا... وهذا ما يخيفني من غدٍ لا يرحم من لم يعدّ له. @ مدير صندوق استثماري لبنك أوروبي - بروكسل