استكمالاً لحديث الأسبوع السابق فإن العمل المصرفي الإسلامي ليس حكراً على أحد والكل يجب أن يساهم فيه، ويدفع مسيرته إلى الأمام حيث إن الصيرفه الإسلامية تعاني من عدم وجود آلية أو منظمة أو هيئة لتطوير الأفكار الموجودة والسبب أن كلاً يعمل بمفرده وكلاً يحاول أن يجتهد في تنظيم العمل المصرفي الإسلامي وان كانت هناك الكثير من الهيئات التي نشأت أصلا لتنظيم هذا العمل، ولكي نسعى إلى نجاح العمل المصرفي الإسلامي يجب ان تتضافر كافه الجهود من جميع علماء وفقهاء العالم الإسلامي إلى تطوير المنتجات المصرفية الاسلامية المقدمة حتى تحوز على رضا العملاء وتكون بديلاً للعمل المصرفي التقليدي، وهذا هو المحور الذي انطلقت منه معظم المصارف الاسلامية وهو الابتكار في جميع المنتجات المصرفية الاسلامية لإيجاد خدمات بديلة للعمل المصرفي التقليدي، كما أن أداء هذه المصارف وكفاءتها في مزاولة التمويل الإسلامي والحاجة إلى خدماتها وانتشارها في مختلف الدول العالم الإسلامية والغربية دفعتها إلى فتح نوافذ للعمل المصرفي الإسلامي في مصارفها لتغطي حاجة المسلمين فيها وكذلك غير المسلمين وللتغلب على التحديات التي تواجهها وليس أدل على ذلك من التفكير جديا في إصدار قانون خاص للمصارف الإسلامية من خلال الأعمال التي تمارسها والمبادرة إلى تشريع قوانين خاصة بها في مجال الدعم الذي ينطلق من العمل فيها وتجنبها الكثير من العمليات التي تمارسها المصارف التجارية والتي تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة، والبحث عن بدائل مشروعة للتمويل المصرفي عن طريق التمويل الإسلامي ودوره في إنقاذ الاقتصاد الغربي، ففي الأيام الماضية اعتبرت الصحافة الغربية ان أزمة الاقتصاد العالمي وتهاوي البورصات المالية العالمية ناتج عن الفساد والمضاربات التي تتحكم بالسوق والتي أدت إلى مضاعفة الآثار الاقتصادية وانهيار معظم الأسواق الغربية وركزت على أن التوازن في الأسواق المالية يمكن التوصل إليه بفضل التمويل الإسلامي ورأت أن التمويل الإسلامي هو القطاع الأكثر ديناميكية في عالم المال، وأن المصارف الإسلامية يمكن أن تصبح البديل المناسب للبنوك التقليدية، فمع انهيار البورصات العالمية في هذه الأيام وأزمة القروض في الولاياتالمتحدة فإن النظام المصرفي الإسلامي هو الأنسب وسوف نواصل الحديث في الأسبوع القادم إن شاء الله عن أزمة المال العالمية وأثرها على المصرفية الاسلامية والله الموفق. *مستشار مالي عضو جمعيه الاقتصاد السعودية