@@ بل كان أكثر من ذلك.. وحقيقة لا أعرف ماذا عساني أقول وكيف أبدأ مقالي؟؟ فقد تعثرت الكلمات بداخلي فلم تخرج كما ينبغي أن تخرج،، وتعطلت لغة برمجة الكلام المنظوم وحلت مكانها تشكيلات لغة لا أعرفها ولا أعرف كيف أتعامل معها.. لغة اختلط بها مزيج من مشاعر ذهولٍ وصدمة وحزنٍ وبكاء،، كلها تداخلت في لحظة واحدة فترفعك إلى سماءات بعيدة وتنخفض بك إلى أودية سحيقة،، لأكتشف أنني انتهيت من حيث انطلقت حين هممت بالكتابة حول الإنسان والطبيب والصديق والأخ الكبير "أبوكريم" الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العريفي رحمه الله الذي ترجل عن صهوة جواد حياته القصيرة في عددها سنيّها،، والطويلة بإنجازته فيها في سادس أيام العيد السعيد الذي تحول برحيله إلى عيدٍ كئيب وحزين تجرعت أنا والزملاء مرارته وصدمته المفرعة صبيحة الاثنين السادس من شهر أكتوبر 2008حين أبلغت بخبر وفاته الذي كان نزوله علي كقوة إحدى عواصف "كاترينا" العاتية وأمواج "تسونامي" الهادرة فجعلتنا جميعاً في حالة من عدم التوازن،، شاردي الذهن،، كمن أنقذه الله من مخالب وحش كاسر توقف فجأة دونما سبب قبيل لحظات من نيته افتراسك.. لم أفق من تأثير تلك الصاعقة إلا ونحن في وداعه وقوفاً على كفنه الطاهر استعداداً لدخوله آخر غرفة له على هذه الآرض وآخر محطة يتوقف عندها من بين مئات المحطات الصعبة والحرجة والمتحدية في آن الوقت والتي ما كانت إلا لتقويه وتزيد من إصراره وحماسه المنقطع النظير في مجال عمله وعلمه فيخطف زهرة من كل محطة يزين بها سيرته العلمية والعملية الزاخرة بإنجازات الطبيب المتفوق والإنسان العاشق للإنسانية الحقة المحب لمرضاه وأصدقائه وأحبائه من غير حدود... آه،، كم كان رحيلك مختلف يا أبا كريم،،، هكذا رحلت،، دون سابق إنذار،، ودونما ضجيج،، لأي أحد رغم شغفك بالبحث عن المتاعب من أجل الآخرين،،، وليس من أجل نفسك.. كنت دائماً من يبحث دوما عن إسعاد الآخرين وتتحمل من أجل مصلحتهم وراحتهم ما لا يطيقون هم تحمله. خصوصاً من كانوا يعملون معك عن قرب.. فلم تكن إنساناً عادياً تحديت الجميع بحبك لهم،،، فأحبوك رغماً عن كل كاره... في يوم رحيلك ،، راهن الجميع،، ونحن في طريقنا لوداعك،، بمحبة من عرفك.. حتى همهم أحدهم وقال "ليتني أحظى ب 50% من محبة الناس لهذا الرجل عند رحيلي...." حقاً سنفتقد ضحكاتك التي كانت تحف المكان.. وسنفتقد روحك العذبة التي كانت تبث الفرح والتفاؤل،، فقد كنت سنداً لكل الزملاء ولي شخصياً عندما كنا نعمل سوياً على تنظيم المؤتمرات العلمية خاصة مؤتمر الخلايا الجذعية الذي عقد العام الماضي في شهر نوفمبر.... وداعاً أبا كريم عزاؤنا الحار لعائلتك الكريمة وأبنائك وأدعو الله أن يتقبل دعاءنا وأن يدخلك جناته جنات النعيم، وأن يلهم أهلك وذويك وأبناءك الثلاثة ووالدتهم وكل محبيك الصبر والسلوان.."إنا لله وإنا إليه راجعون". @ إدارة العلاقات العامة والإعلام مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث