في الآونة الأخيرة بدأت ربما ظاهرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية باستخدام الأدوية النفسية بشكلٍ كبير مع الأطفال الذين يُعانون من بعض الاضطرابات النفسية، وقام عدد من الأطباء المهتمين بالصحة النفسية بقرع ناقوس الخطر من كثرة صرف الأدوية النفسية للأطفال، حيث بلغ عدد الوصفات التي صُرفت من الأدوية المضادة للاكتئاب للأطفال خلال العام الماضي أكثر من أحد عشر مليون وصفة..فقط هذا للأدوية المضادة للاكتئاب، وناهيك عن الأدوية التي تُصرف بكثرة وبصورة مُبالغٌ فيها للأطفال الذين يتم تشيخص حالتهم على أنهم يُعانون من مرض فرط النشاط الزائد وقلة التركيز، وهذا الاضطراب تشخيصه فيه الكثير من اللغط، لدرجة أن بعض الأطباء النفسيين المتخصصين في الطب النفسي للأطفال، وهم الأشخاص المخولون للتعامل مع هذا الاضطراب، بأن نسبة الأطفال الأمريكيين الذين يُعانون من هذا الاضطراب تصل إلى حوالي 10%، وقد أثار هذا التقرير ضجةً كبيرة بين الأوساط المهتمة بصحة الأطفال، مما أضطر لجنة في الكونجرس إلى طلب خمسة من كبار الأطباء المتخصصين في الطب النفسي للأطفال، بتعريف دقيق لهذا الاضطراب، والمثير للدهشة أن الأطباء الخمسة لم يتفقوا على تشخيص وأعراض مُحددة لهذا الاضطراب، لدرجة أن أول طبيب قام بشرح هذا الاضطراب أخذ أكثر من ثلاث ساعات وهو يتخبّط في كيفية تشخيص هذا الاضطراب مما قاد إلى استياء أعضاء الكونجرس الأمريكي، وطلب من الجمعية الامريكية للطب النفسي التدّخل لوضع حلٍ لمشكلة تشخيص هذا الاضطراب وتساءل عن كيفية صرف الأدوية التي قد تحتوي على مواد فيها بعض المواد التي قد تؤثر على سلوكيات الطفل، خاصة الأدوية التي تحوي مادة الإمفيتامين، وللأسف فإن أكثر الأدوية التي تُعالج هذا الاضطراب تحوي هذه المادة. حقوق المرضى النفسيين الآن أصبحت هناك جمعية تُراعي حقوق المرضى النفسيين، وكان موقفها الاستياء الشديد من كثرة تشخيص هذا الاضطراب (اضطراب فرط النشاط وقلة التركيز) وكذلك الإزدياد في صرف الأدوية النفسية للأطفال بدون تشخيص دقيق لاضطراباتهم. والمؤسف أنه في بعض الدول العربية يتولى علاج الأطفال المرضى بهذا الاضطراب أشخاص غير مُتخصصين في الطب النفسي للأطفال، ويُسيطرون على جمعيات هذا الاضطراب دون أن يكونوا مُتخصصين في الطب النفسي للأطفال، وربما استغلوا شهرتهم في تخصصهم الذي لا يؤهلهم للتشخيص ولا للعلاج لإضطراب فرط النشاط الزائد عند الأطفال وهذا يقود إلى أحياناً إلى خطأ في التشخيص وصرف الأدوية للأطفال دون حاجة لها، وبذلك يحصل الضرر، حيث يتناول الأطفال أدوية ليسوا بحاجةٍ لها ويتعرضون للاعراض الجانبية لهذه الأدوية الخطيرة وهم لم يزالوا في سنٍ لم يكتمل فيه نمو الجهاز العصبي للأطفال، وكم من طفل تم تشخيصه بهذا الاضطراب وهو ليس كذلك ولكنها فوضى التلاعب بالتخصصات الدقيقة، والبحث عن الشهرة والسيطرة دون النظر إلى مصلحة الأطفال بصورةٍ حقيقة.