فتشت عن آية قرآنية أو حديث نبوي أو فتوى أو وصية للمؤسس رحمه الله حول وجوب العقاب الجماعي لأبنائنا وبناتنا ومعلمينا والمسمى (طابور الصباح) والذي طالما تساقط فيه الطلاب والطالبات من الإعياء، فلم أجد.. إذ فلا تثريب عن استبعاده واستغلال وقته بما يذهب النمطية المملة لبداية كل يوم دراسي، هناك عقول قديمة ترفض ذلك، وتصر على جعله إحدى الثوابت الوطنية، ثم تحدثنا عن التعليم في الدول المتقدمة!! إن لم نستغن عن الشقق المفروشة التي نسميها مدارس حكومية، وإن لم نقم بتحسين مستويات المعلمين والمعلمات، فمتى سنفعل؟ في حي المروج وهو حي كثيف عدد من المدارس الأهلية المتوسطة، لكن لا يوجد متوسطة حكومية، هل الأمر مجاملة أم سوء تخطيط، أم أنهم لا يستحقون.. أم ماذا؟ لا بد من الابتكار في صياغة المواد العلمية لتكون أسهل، كتاب لا يفهمه الطالب، ولا يستطيع المعلم إيصاله، ويستنزف جيوب الآباء والأمهات خاصة الفقراء منهم في دروس خصوصية، ثم يرسب الطالب فيه أليست المشكلة في الصياغة؟ لقد بلغ إنفاق أولياء الأمور ما يزيد على 600ألف ريال (دروس خصوصية) في مدرسة بلغ عدد طلابها ألف طالب، لو تبرعوا بها لمبنى المدرسة لحولوها إلى ناد تعليمي ممتع. لم لا ندخل مبادئ (الصيانة المنزلية) مثلاً أو مبادئ (صيانة المركبات) كمادة اختيارية لا رسوب فيها، سيوفر المواطنون ملايين الريالات التي ينفقونها على بعض التمديدات الكهربائية أو المياه أو تركيب السخانات أو صبغ جدران غرفهم وغيرها، سيتحمس الطلبة لتلك المواد العملية لأن كل حواسهم ستتفاعل معها بدلاً من حصص النوم النظرية. وسيبدعون فيها أيما إبداع، وسيخففون من احتياجات عائلاتهم للعمالة. معلم التربية الرياضية يستحق الكثير فهو أكثر من يبهج أبناءنا.. لم لا نمنح أبناءنا حصصاً رياضية إضافية، أو لنفتح لهم أبواب المدارس عصراً ليمارسوا فيها شيئاً من الفرح، وإلا فلا تلوموهم إذا (فحطوا) وزادت تعاستهم ولونت الكآبة جدران قلوبهم، فالأحياء تحولت إلى قلاع لا حدائق كبيرة فيها ولا ملاعب. فإن كنا نخشى من انحراف ما، فلتشرف عليها الشرطة والهيئة مع التربية والتعليم.. المهم أن يفرحوا. فلنتق الله في أبنائنا.. أسعدوهم فالعالم من حولهم كئيب. إذا كان الناخبون في دول العالم المتقدم يطالبون ب(تحسين مستوى التعليم في بلادهم) في كل حملة فماذا نقول عنه في عالمنا العربي الذي بلغت الأمية في أعرق أقطاره 40% الصينيون واليابانيون والفرنسيون والألمان والإيطاليون واليونانيون وغيرهم يدرسون التخصصات العلمية كالطب والهندسة بلغاتهم ويعتزون بذلك، أما الإسرائيليون فنبشوا لغتهم العبرية من تابوت العهد القديم وأحيوها ودرسوا بها تلك العلوم وتفوقوا، إلا العرب، والنتيجة هي أن الجامعات العربية تقبع في ذيل جامعات العالم، والعالم العربي أكثر دول العالم تخلفاً. التقليد ليس إبداعاً. لم لا نفتح خياراً ثالثاً هو العربية، لم لا ننشئ مراكز متخصصة للترجمة، فألمانيا تترجم للغتها أكثر مما ترجمه جميع الدول العربية (23) مرة، أم أن الترجمة في عالمنا العربي حكر على الأفلام. ثقافة التطرف والغلو تنشأ على التقليد الصارم دون نقاش والغضب، إن أردنا أن نخفف منهما فلندشن (فقه الدليل) أو (القفه المقارن) في مناهجنا، بدلاً من الاقتصار على رأي واحد (قد يكون أحياناً دون دليل) وبذلك سنفسح للطالب مساحة كي يكون طارحاً للأسلة وباحثاً ومناقشاً بل ومشاركاً، بدلاً من أن يظل جهازاً للتسجيل والتلقي وربما للاستغلال.