درجة تكلس شرايين القلب ((CCS هي طريقة حديثة نسبيا لتصوير شرايين القلب تطورت دراساتها الاحصائية كثيرا خلال العشر سنوات الماضية ولهذا التصوير فوائد كثيرة ومضار قليلة يستحسن معرفتها للجميع،فمن فوائد هذا التصوير انك تستطيع التعرف على احتمالية إصابتك بجلطات القلب المستقبلية بإذن الله بدقة عالية جدا خلال العشر سنوات القادمة "على حسب مانعلمه من الدراسات والبحوث في الوقت الحالي" وهي ليست الخيار الوحيد لمعرفة احتمالية الاصابة بجلطات القلب في المستقبل فهناك التصوير النووي والجهد بمتابعة تخطيط القلب والجهد بالتصوير الصوتي للقلب وهناك مقاييس طبية متعددة اشهرها مقياس فرمنقهام(Framingham score ) وهي أي (ccs ) اقوى إحصائيا في ذلك من مقياس فرمنقهام المشهور عند الأطباء واقوى كذلك من تصوير القلب النووي وقسطرة الشرايين (ولا أريد أن يفهم القارئ أن مقياس درجة تكلس شرايين القلب أفضل من تصوير القلب النووي وقسطرة الشرايين على الإطلاق ولكنها وسائل تشخيصيه مكمله لبعضها البعض ولكل منها نقاط قوه ونقاط ضعف في حالات طبية مختلفة) فلو نظرنا مثلا إلى الصورة المقطعية لدرجة تكلس الشرايين فنجد أن رقم (1) خالية من الكالسيوم في الشرايين وهي تعني أن هذا الشخص محافظ على صحته مهما كان عمره فاحتمال إصابته بالجلطات خلال العشر سنوات القادمة حوالي 4% وهي نسبه منخفضة ،أما رقم (3) فإذا كان عمر هذا الشخص ثلاثين سنه فهي تعنى عدم اهتمامه بصحته نهائيا وزيادة احتمال إصابته بالجلطات خلال العشر سنوات القادمة إلى حوالي 25% وهي نسبة عالية ، أما رقم (2) فهو بينهما في نسبة المرض وفي احتمال الاصابة بالجلطات ..... وهي كذلك تعطيك نسبيا عمر قلبك الصحي (بمعنى أن درجة تكلس شرايين قلب هذا الشخص تكافئ صحيا من هم في مثل سنه أو أسن منه أو اقل منه عمرا وذلك حسب اهتمامه بصحته وتحدد هذا الفارق في عدد السنين بدقة) فالجدول الرقمي المرفق يبين درجة تكلس الشرايين حسب العمر وذلك للرجال فقط، بمعنى لو أن (س ) من الناس عمره 35سنه ومعه ارتفاع مزمن في الضغط ويدخن يوميا ودرجة التكلس في شرايينه (GS: 950) فهو يكافئ صحيا شرايين قلب رجل في ال 95من عمره، وفي المقابل (ص) من الناس عمره 70سنه ودرجة التكلس في شرايينه (GS: 100) فهو يكافئ صحيا شرايين قلب رجل في ال 40من عمره لذلك يجب أن يعرف المريض ماهو وضعه الصحي وماهية احتمالية إصابته بالجلطات في المستقبل فان كان على خطر فهذا اكد على أن يتبع نصائح الطبيب ويلتزم بها. فتجد رجالا ونساء حافظوا على صحتهم ، فقلوبهم في الستينات من عمرهم تكافئ صحيا قلوب شباب في العشرينات والعكس صحيح تماما فتجد شبابا في الثلاثينات أسرفوا على أنفسهم قلوبهم أعمارها الصحيه قلوب كهول في التسعينات وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (وخذ من شبابك لهرمك ومن صحتك لمرضك). يتغير سنويا وميزة هذا المعيار انه ديناميكي بمعنى انه يتغير سنويا في ذلك المريض ويزداد هذا التغير ويقل حسب إتباع المريض لعلاجه وانتظامه عليه وهو متوفر في اغلب المراكز الطبيه في المملكة ولا يأخذ إجراؤه أكثر من 5دقائق، وأما خطورته فهو تعرض المريض للإشعاع الذري وهي وان كانت كمية قليله جدا ( Sv÷3) مقارنة بما يتعرض المرء له خلال حياته من الإشعاع في فحوصاته الطبية أو رحلاته الجوية الدولية أو من الإشعاع الأرضي لكنه من حق المريض ومن واجب الطبيب توضيح نسبة المضاعفات للمريض والفائدة التي سيجنيها من عمل الفحص وترك القرار الأخير للمريض. ويجب كذلك معرفة أن التحليل له دواعٍس وضوابط منشورة علميا من الجمعية الامريكية لأمراض القلب ينصح الطبيب والمريض بقراءتها قبل عمل الفحص فحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم ينصح بإجراء هذا الفحص لمن ليس لديهم أعراض نهائيا. وأخيرا فهذا الفحص هو فحص مختلف تماما عن تصوير شرايين القلب بالاشعة المقطعية بالصبغة وان كان هناك أوجه شبه بينهما فالفرق بينهما شاسع.