انطلقت موجة من التفاؤل الحذر على مستوى الأسواق الخليجية متأثرة بموافقة مجلس النواب الأمريكي على خطة الانقاذ المالية التي اشغلت العالم على مدى اسبوعين . وكانت آثار الأزمة الاقتصادية الأمريكية قد وصلت سريعا إلى اسواق المنطقة وبدت صعوبات في توفر السيولة المالية وارتفاع فائدة الريبو العكسي بين البنوك المركزية والمصارف مادعا إلى اطلاق دعوات بضخ مزيد من السيولة في الأسواق . وعلى مستوى السوق السعودية كان سوق الأسهم السعودية سباقا كعادته حيث واصل الانخفاض بشدة قبل اشتعال فتيل الأزمة ما فسره متابعون بهشاشة البنية الهيكلية للسوق حيث التأثيرات النفسية فيه وعلى مستوى المتداولين سريعة التجاوب مع اية مؤشرات سلبية . وبعد ان وقع الرئيس الامريكي خطة الانقاذ المعدلة والتي سيخصص جزء منها لشراء الديون المتعثرة والفاسدة توقع اقتصاديون ل (الرياض) ان يكون التأثر العام للسوق الاقتصادية السعودية ايجابيا بشكل عام وأولي في انتظار ماسوف تكشف عنه الايام والاسابيع المقبلة . وقال عبدالرحمن الحميد أستاذ المحاسبة والمحلل المالي ان الانعكاس الأهم على سوق الأسهم السعودية سيكون نفسيا اكثر من اي شيء آخر، خاصة ان اجراءات الحصول على الائتمان اصبحت اكثر صعوبة بعد ان ارتقعت قيمة الفائدة وشحت السيولة جراء هذا الهلع الكبير الذي سيطر على نفسيات المتعاملين والمستثمرين والتجار الامر الذي جعل المستثمرين يؤجلون الكثير من خططهم ومشاريعهم وهذا هو الخطر الرئيسي، حيث استثمارات كبيرة جدا تم تأجيلها لمعرفة ماسيحدث مستقبلا الامر الذي ادى إلى تباطؤ في العجلة الاقتصادية ليس لدينا فقط ولكن في الكثير من الأسواق العالمية. وقال: المعادلات تغيرت بسرعة وأصبح الكل حريصا على (الكاش) الذي اصبح الأهم في الأسواق فرأينا عقود البترول تباع بأسعار رخيصة ومثلها الحديد والسلع الاخرى جراء التهافت على الحصول على محمية الكاش واصبحت الأصول اقل اهمية منه، اما حاليا فأعتقد بعودة الهدوء إلى الأسواق ونزع فتيل الهلع في انتظار بدء نتائج الخطة على الارض . من جهته قال المستشار الاقتصادي الدكتور عبدالوهاب ابو داهش ان الخطة الأمريكية مؤشر ايجابي ويلزم علينا في السوق السعودية اتخاذ عدة خطوات مهمة للاقتصاد المحلي، وان على مؤسسة النقد ان تقوم بخفض الاحتياطي الالزامي على البنوك من 13% إلى نسبة اقل لتوفير السيولة للبنوك المحلية لتعزيز السيولة في سوق الأسهم وعلينا اتخاذ خطوات متزامنة مع الخطة الأمريكية لتعزيز الثقة في السوق قبل افتتاحه حيث يمكن أن يفتح السوق على أنباء ايجابية ولايمكن معرفة تأثير الأزمة بشكل دقيق على اقتصادنا قبل مرور اربعة اشهر والتأكد من اتجاه اسعار النفط وأرباح الشركات في السوق السعودية في الربعين الثالث والرابع وكذلك التحقق إلى اي مدى نجحت خطة الانقاذ في شراء القروض الأمريكية المتعثرة، وأضاف أبوداهش: من الأهمية في سوق الأسهم السعودية ضخ المزيد من السيولة عبر تخفيض سعر الفائدة (الريبو العكسي) بين مؤسسة النقد والمصارف السعودية لتمكينها من الحصول على مزيد من السيولة بأسعار منخفضة، واعتبر ابو داهش ان سوق الأسهم السعودية انخفض إلى مستويات شديدة عكست التباطؤ العالمي وشح السيولة بمعنى انه استبق الاحداث وسيرتبط مايحدث في الفترة القادمة بأسعار النفط وبأرباح الشركات اذ كلما عكست الارباح انخفاضا فسنشهد مزيدا من الانخفاض وعلينا المسارعة بحزمة من القرارات والاجراءات اهمها خفض الفائدة والاحتياطي الالزامي للبنوك وتوفير السيولة .