من الإجحاف وعدم الإنصاف أن نصب جميع النساء على وجه البسيطة في قالب واحد ثم نطلق الأحكام معممة عليهن جميعا.. ونقول مثلا.. النساء ضعيفات.. أو قويات.. أو ماكرات ومخادعات.. ثم نذهب إلى أبعد من ذلك ونصفهن بقلة العقل والسفه والنقص.. وأنهن كارهات للرجال.. وغير قادرات البتة على مجابهة ظروف الحياة مهما بلغن من العمر والعلم والثقافة والخبرة والدراية. وهو نفس الوضع المنطبق تماما على الرجال فليس من المنطق والواقعية أن نطلق عليهم حكما عاما.. ونخترع صفات نؤكد أنها سمات أي رجل على وجه البسيطة.. وهذا دون ريب سيدخلنا في منزلقات الخطأ الناتج من التعميم الجائر والمجافي للواقع. البيوت أسرار ووراء هذه الجدران الحصينة لن تجد النساء بصفات متطابقة وحتى داخل البيت الواحد ستبرز بعض أوجه الاختلاف الحتمية كحتمية الحياة نفسها.. وإذا كنا سنضجر من امرأة مهملة في شؤون بيتها وغير مهتمة إلا بنفسها.. منزلها يعاني من سوء الترتيب.. نتيجة لكثرة نومها وجلوسها الطويل أمام التلفاز والتحدث لساعات طوال مع قريباتها وصديقاتها عبر الهاتف.. و"اتكاليتها" المفرطة وتركها لمسؤولياتها وشؤون بيتها للخادمات.. فإن ضجرنا وسئمنا لن يقلا بحال عن تلك النوعيات المعيقة للحياة الأسرية.. والمثيرة للكثير من المشكلات والمؤججة للأجواء كالمرأة الحمقى وويل لأهل البيت حين يكون نصيبها رجلاً أحمق.. وبالتالي عليك تصور حياة كتلك.. والمرأة قليلة الفهم.. أو التي لا تحسن تصريف شؤون المنزل.. أو شؤونها الخاصة.. وما تسمى بالعامية "الرفلا".. والمرأة كثيرة النوم.. وتحفل ردهات الحياة.. والمواقع المختلفة بنوعيات لا حصر من تلك التي ذكرت ونوعيات وأصناف لم آتي على ذكرها منها ماهو نتاج تربيات وبيئات معينة.. ومنها ما هو فطري طبعت هذه المرأة أو تلك وجبلت عليها .. فالإهمال .. والعشوائية.. والاتكالية.. وفي المقابل العقلانية وحسن التصرف والتنظيم والنظافة وأسلوب المعيشة الراقي .. واللبس الذوق هي نتاج تربية أسرية.. ومجتمعية.. وفي المقابل هناك طباع فطرية جبلت المرأة أو حتى الرجل عليها.. ومن الصعب تغييرها ولكن يمكن الحد منها أو تنميتها مثل العصبية.. أو البرود والهدوء.. والذكاء... وغيرها .. وهذا يعني أن هناك صفات فطرية وأخرى مكتسبة. وسط هذه الأنواع والأصناف الكثيرة ستجد هناك امرأة مختلفة تماما في طباعها وصفاتها وسجاياها الفطرية وكذا المكتسبة.. إذا نقصت لديها خصلة عوضتها بأخرى أحسن منها.. امرأة مختلفة تعد نموذجا ليست بصيغة واحدة وإنما بكثير من الصيغ والأشكال والأنواع.. امرأة عاقلة وحكيمة.. وامرأة ذكية وفطنة وحصيفة.. وامرأة واثقة من نفسها لا يجرؤ أحد على أن يمس شعرة واحدة منها.. وامرأة مدبرة لشؤون بيتها وحياتها ومنظمة.. تعتني بالنظافة والترتيب والمظهر الحسن.. والعذوبة في الكلام.. والهدوء والاتزان.. وامرأة قائدة وأخرى طموحة جادة تدرك تماما أهدافها وتسعى لتحقيقها.. وامرأة صبور مكافحة مثابرة.. وامرأة واسعة الثقافة والاطلاع.. وامرأة متحدثة.. وأخرى مرحة لا يملّ مجلسها. قد يكون من النادر وربما المستحيل أن تجتمع كل تلك الصفات في امرأة واحدة وإلا لتقاتل عليها الكبار.. ولكن الواقع يقول إنه توجد نساء تمتلك كل واحدة منهن الكثير من تلك الصفات.. وكل واحدة يمكن أن نطلق عليها امرأة مختلفة.