في يناير من العام 2005، وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، أعلن رجل يدعى نيكولاس نيغروبونتي عن خطة لتصميم وصنع وتوزيع كمبيوترات شخصية صغيرة محمولة (لابتوب) زهيدة الثمن إلى حد يكفي لمنح كل طفل في العالم إمكانية أفضل لتحصيل المعرفة والحصول على أشكال التعليم الحديثة. تشكل القدرة على الوصول إلى الكمبيوتر وإلى الإنترنت عائقاً أساسياً في وجه إزالة حاجز الهوة الرقمية العالمية. وتسعى "منظمة كمبيوتر محمول لكل طفل" (OLPC) غير الربحية (http://www.laptop.org) التي أسسها نيغروبونتي وآخرون لصنع كمبيوتر محمول زهيد الثمن إلى ردم هذه الهوة. وتهدف المنظمة إلى تسعير الكمبيوتر المحمول بحوالي 100دولار بصورة أولية، وتخفيض هذا الثمن باستمرار مع استمرار تطور التكنولوجيا. وقد عرض نيغروبونتي، الرئيس المؤسس لمختبر مؤسسات الإعلام (ميديا لابوراتري) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدة، وكوفي عنان، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، نموذجاً أولياً للكمبيوتر المحمول في القمة العالمية لمجتمع المعلومات، التي عقدت في تونس في تشرين الثاني "نوفمبر" 2005.وسيتم صنع هذا الكمبيوتر المحمول المتين، الذي أطلق عليه اسم الآلة الخضراء، من البلاستيك الأخضر اللامع، أو من مادة معاملة أو مشبعة بالمطاط. وهو كمبيوتر متين غير مكلف يعمل وفق برامج مفتوحة المصدر، يستهلك طاقة منخفضة للغاية، كما يمكن تشغيله بواسطة كرنك أو ذراع تدوير يدوية. وسوف تجهز الكمبيوترات المحمولة بنطاق إرسال عريض لاسلكي يسمح لها، من بين أشياء أخرى، العمل كشبكة ذات عيون، أي أن يكون فيها كل كمبيوتر محمول قادراً على التحدث مع أقرب جيرانه، فتتشكل بذلك شبكة محلية مؤقتة للمنطقة. وسوف تستخدم هذه الكمبيوترات المحمولة طاقة مبتكرة (تشمل الشحن اليدوي) وتكون قادرة على عمل كل الأمور تقريباً باستثناء تخزين كميات ضخمة من البيانات. تمول منظمة "كمبيوتر محمول لكل طفل" الأبحاث في ميديا لاب التابع لمعهد مساتسوتش للتكنولوجيا من أجل تطوير كمبيوتر المئة دولار المحمول. وتتعاون شركة دولية تسمى ديزاين كونتينيوم مع المختبر على تصميم الكمبيوتر. وبين الأعضاء المؤسسين في مجلس إدارة منظمة كمبيوتر محمول لكل طفل، شركة غوغل وتجمع شركات الإعلام "نيوز كوربورايشن" التي يملكها روبرت مردوخ في المملكة المتحدة، وشركة الاتصالات العملاقة نورتل وشركة أدفانسد مايكرو ديفايسز، وهي مورد عالمي للدارات الإلكترونية المتكاملة. وستكون شركة كوانتا كمبيوتر من تايوان، التي اختيرت بعد دراسة مجلس الإدارة للعروض المقدمة من عدة شركات محتملة، المنتج الأصلي لكمبيوتر المئة دولار المحمول. وسيتم بيع الكمبيوترات المحمولة إلى الحكومات، وسوف توزعها المدارس على الأطفال. وقد أجرت منظمة "كمبيوتر محمول لكل طفل" مباحثات أولية حول توزيع هذه الآلات مع الصين والهند والبرازيل والأرجنتين ومصر ونيجريا وتايلاندا. وستدرس المنظمة أيضاً إمكانية إنتاج نموذج تجاري من هذه الآلة. قال نيغرونونتي، في تصريح على موقع منظمة "كمبيوتر محمول لكل طفل" الإلكتروني، "ستكون أعظم عقبة هي صنع 100مليون جهاز من أي نوع كان، وليست هذه مشكلة تتعلق بسلسلة الإمدادات فقط، بل هي مشكلة تتعلق أيضاً بالتصميم. إن الكمية هائلة تثير الخوف، ولكنني أجد نفسي مندهشاً مما تقترحه بعض الشركات علينا. ونشعر كما لو أن نصف المشاكل على الأقل قد حل بالعزم فقط." بغية التأكد من وصول الكمبيوترات المحمولة إلى المستعملين المقصودين، دخلت منظمة "كمبيوتر محمول لكل طفل"، في شراكة مع "مبادرة ربط العالم" التي أطلقها الاتحاد الدولي للاتصالات اللاسلكية (ITU). وخلال اجتماع حول مائدة مستديرة عقده الاتحاد في كانون الثاني "يناير"، تعهد زعماء سياسيون، ورجال أعمال، وقياديو تنمية بنشر الفوائد الناجمة عن تكنولوجيات الإعلام والاتصالات بحيث تصل إلى الناس في كافة أنحاء العالم بحلول العام 2015.وفي خلال المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2006في سويسرا، وقع مدير برنامج الأممالمتحدة للتنمية (UNDP)، كمال درويش، ونغروبونتي اتفاقا للعمل سوية مع شركاء محليين ودوليين لتوفير التكنولوجيا الجديدة لمدراس مستهدفة في الدول الأقل نمواً. ويقول نغروبوبني إن الأطفال في الدول النامية بحاجة إلى الكمبيوترات المحمولة لأنها بمثابة نافذة تُفتَح لهم على العالم، وهي أداة للتفكير، وآلية للتفاعل والاستكشفاف المستقلين.