في أكبر تدخل من قبل الحكومة الاتحادية الأمريكية في أسواق المال منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي، توصل أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى اتفاق على خطة لانقاذ النظام المالي، تبلغ كلفتها 700مليار دولار، لشراء الأصول المتعثرة المرتبطة بقروض الرهن العقاري التي تعاني منها المؤسسات المالية الأمريكية، بهدف دعم صناديق الاستثمار التي تتعامل في سوق النقد الأمريكي والبالغ حجمها 3.3تريليونات دولار. يذكر أن أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالاضافة إلى وزير الخزانة هنري بولسون يبحثون منذ عطلة نهاية الأسبوع المشروع المقترح من قبل البيت الأبيض للنهوض بالاقتصاد الأمريكي. وأعربت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي عن أملها ان يصوت المجلس على الخطة خلال هذا اليوم (الاثنين)، فيما قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد ان مجلس الشيوخ سيبحث اقرار مشروع القانون الأربعاء المقبل. وأوضحت بيلوسي ان الاتفاق سيحمي دافعي الضرائب من تحمل أعباء كلفة الإنقاذ. وقالت بيلوسي الديمقراطية ان الرسالة التي توجهها الخطة إلى العاملين في وول ستريت هي "ان الحفل قد انتهى"، وذلك في اشارة إلى تراخي الرقابة على عمل المؤسسات المالية، وفق تصريحها في مؤتمر صحفي مع ريد وقادة آخرين من الحزب الديمقراطي في مجلسي النواب والشيوخ. ويتركز مشروع القانون على توصية طرحها وزير الخزانة الأمريكية هنري بولسون ويشترط فيها حصول الوزارة على صكوك لشراء أسهم في الشركات المالية المتضررة وذلك لحماية دافعي الضرائب ومواصلة المصارف عمليات الإقراض كي يمكن لهذا السوق المجمّد حالياً بسبب الأزمة، العودة للعمل بشكل طبيعي. وبسبب مخاوف الديمقراطيين والجمهوريين إزاء الأعباء التي قد تثقل كاهل دافعي الضرائب، فقد اشترطوا عدداً من القيود لحماية الأمريكيين منها تقييد رواتب المديرين التنفيذيين في المؤسسات المالية ومراقبة أداء هذه المؤسسات. وقالت بيلوسي في هذا الصدد ان على الجميع أن يعلم ان خطة الانقاذ لا تهدف إلى كفالة مؤسسات "وول ستريت"، بل تهدف إلى ضمان المدخرات ومعاشات التقاعد والوظائف من أجل النهوض بالاقتصاد. في الغضون يحشد الأعضاء الذين كانوا ضمن فريق التفاوض مساء الأحد في الكابيتول هيل، الأصوات اللازمة لتمرير مشروع القانون، حيث أعرب زعيم الأغلبية في مجلس النواب الديمقراطي ستيني هويار عن قناعته ان اعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي سيدعمون الاتفاق. وكان الرئيس جورج بوش قال في بيان مساء الأحد "عملية التصويت هذه ستكون صعبة، لكن مع التحسينات التي ادخلت على مشروع القانون، انني على ثقة بأن الكونغرس سيقوم بما هو الأفضل لاقتصادنا عبر اقرار هذا التشريع فوراً. هذا وكان أحد أثرى أثرياء العالم، الأمريكي وارن بوفيت، قد حذر في وقت سابق الأحد، المشرعين الأمريكيين الذين يتباحثون حول خطة الانقاذ المالية، انه في حال عدم التوصل لاتفاق، فإن الأمة ستواجه "أكبر انهيار مالي في تاريخ أمريكا" وفق ما نقله مصدران مطلعان على المباحثات.