كتبت مقالين موجهين لقراء الزاوية عبر منتدى الكتاب، وطرحت أسئلة جوهرية، وكانت ردود أفعالهم أكثر مماتصورت، وقد طالبني أكثر من قارئ بتخصيص مقال عن نتائج استطلاع الرأي في المقالين، ولأن الزاوية منكم وإليكم، ستقرأون بالأرقام والنسب رأي من شارك في الاستطلاع، فتعالوا إلى النتائج: في مقال أيهما أهم المنتخب أم النادي، شارك في الاستطلاع (95) قارئاً وقارئة، وكان رأيهم أفضل من رأي قراء جريدة "ميرور" الإنجليزية، ولكنه لازال يشير إلى حقيقة غائبة بأن النادي أهم من المنتخب في أعين كثير من المواطنين، فعن سؤالي: أيهما تفضل فوز المنتخب بكأس أمم آسيا أم فوز ناديك بدوري المحترفين الآسيوي، قال (38) فقط بأنهم يفضلون فوز المنتخب على فوز ناديهم، بينما أكد (44) بأن فوز النادي أهم من فوز المنتخب. وآثر (13) الاحتفاظ برأيهم. وشعرت بغصة بأن يفكر المواطن في النادي قبل المنتخب، ولكني أرمي باللوم على الإعلام ومسؤولي الأندية الموجهين للرأي العام. وفي مقال "نادي الحكومة"، كانت المشاركة أكبر إذ بلغت (239) مشاركاً ومشاركة، يرى (188) أن لدينا نادياً يحظى برعاية الجهات الرسمية، بينما يتفق معي (18) أنه لا وجود لذلك النادي ولا تلك الحكومة، فيما قرر (30) من المشاركين الامتناع عن التصويت. ولم تكن مفاجأة لي حين قال (96) أي ما يعادل (51%) أن "الهلال" هو "نادي الحكومة"، فيما قال (55) أي بواقع (29%) بأنه "النصر"، ورأى (10) فقط أنه الاتحاد، فيما أنفرد قارئ واحد بتسمية "الشباب"، وأمتنع (26) عن التصويت. ووجدت في تباين الإجابات تبرئة للحكومة من رعاية أحد الأندية دون غيره، لأن كل قارئ أورد أسبابه في الإختيار التي تؤكد أن القرارات القاسية والخاطئة شملت جميع الأندية ولكن كل يغني على ليلاه. كما يجب ألا ننسى أن الاستطلاع موجه إلى قراء الزاوية عبر موقع الجريدة على الإنترنت، وتلك عينة "غير عشوائية"، لكنها بالتأكيد تمثل شريحة هامة من مجتمعنا الرياضي. ولذلك أرجو أن تؤخذ استطلاعات الرأي بجدية لأنها محدد أساسي لرسم استراتيجيات المستقبل، خصوصاً في مجال التسويق والاستثمار، ومجتمعنا يفتقد لمثل تلك الدراسات وربما يثق بأي استطلاع في ظل غياب الشركات العالمية المتخصصة، وقد لفت نظري في هذا الشهر الفضيل أن شركة أصدرت أرقامها التي تقول بأن أكثر عشرة برامج مشاهدة في رمضان كلها تبث في محطة واحدة، وحين قرأت النتائج قلت على الفور: حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له، والغريب أن الصحف تلقفت النبأ وكأنه أمرٌ مسلم به رغم أنه لا يتفق مع العقل. قديماً قامت إحدى شركات استطلاع الرأي في أمريكا باستطلاع الرأي قبيل الانتخابات فتفوق المرشح الجمهوري بقوة على منافسه الديموقراطي، ولكن نتيجة الانتخابات أثبتت العكس، فتبين أن الشركة أجرت الاستطلاع عبر الهاتف وفي ذلك الوقت لم يكن يمتلك الهاتف سوى الأغنياء المؤيدين للحزب الجمهوري. أوردت هذه القصة للتأكيد على حاجتنا الماسة لاستطلاعات رأي دقيقة وفق معايير صحيحة، وبقي رأيكم بنتائج استطلاع منتدى الكتاب؟ فهل توافقون؟ وعلى دروب الحقيقة نلتقي.