حذر مستشار زراعي من نقص حاد في إنتاج السكر قد يهدد الأمن الغذائي في الأسواق المحلية، وأكد زيادة الفجوة مابين الاستهلاك والإنتاج العالمي ل "السكر" في الدول العربية. ويأتي هذا التحذير في وقت تصاعدت فيه وتيرة الأسعار لكافة السلع الاستهلاكية، ومازالت تشهد فيه كافة السلع التموينية تذبذبات في الأسعار. ووفقا للمهندس ماجد الخميس - مستشار زراعي - فإن العجز في إنتاج السكر تجاوز70%، ما يتطلب تحركاً عاجلاً لزيادة حجم الإنتاج وسد الفجوة الاستهلاكية. وارجع الخميس اتساع الفجوة الاستهلاكية بين إنتاج السكر واستهلاكه إلى توجه البرازيل التي تعد من اكبر الدول المصدرة للسكر للدول العربية إلى الاتساع في تحويل قصب السكر إلى وقود حيوي ما أدى إلى تقليص حجم إنتاج السكر، موضحا إن الهند والبرازيل هما الدولتان المصدرتان إلى الدول العربية. وقال الخميس ل "الرياض" ستكون الهند الدولة الواعدة للدول العربية والآسيوية خاصة في ظل ارتفاع أسعار الوقود والنقل، وتعد البديل الأكثر تنافسية من البرازيل والاتحاد الأوروبي في المنطقة". وأضاف "تعتبر السودان من الدول العربية الواعدة في إنتاج السكر لما تتميز به من أراضي خصبة ومساحات شاسعة للزراعة وخبرات متراكمة في الصناعة، وبشكل عام فإن السودان تعد الآن محط أنظار الشركات الكبرى للاستثمار في صناعة السكر لما تتمتع به من لمساحات شاسعة وأراضي خصبة وإمكانيات مائية كبيرة". ولفت المستشار الزراعي إلى وجود فرص استثمارية كبيرة واعدة في الدول العربية لزيادة حجم إنتاج السكر، لافتا إلى إن هذه الفرص الاستثمارية في صناعة "السكر" ستدفع المستثمرين إلى ضخ استثماراتهم دون تخوف الأمر الذي سيؤدي إلى الاستقرار الاقتصادي في كافة الأسواق العربية. وطالب بالتوسع في إنشاء مصانع سكر البنجر بمناطق التوسع في زراعة وإنتاج هذا المحصول حيث إن المناخ المعتدل للعديد من الدول العربية يساعد على هذا الاتجاه خاصة وأن البنجر لا يحتاج إلى أراضٍ من الدرجة الأولى. وشدد على تكثيف الدراسات والبحوث لرفع إنتاجية وحدة المساحة من المحصول ومن السكر، والاهتمام بمشروعات التكامل الاقتصادي والترويج لضخ الاستثمارات اللازمة لإنتاج المحاصيل السكرية وتصنيع السكر خاصة، وزيادة إنتاج المحليات من شراب الجلوكوز والهاي فركتوز لتغطية احتياجات مصانع الحلوي والمياه الغازية، مؤكدا في الوقت ذاته عدم الوصول إلى المدى الإنتاجي حتى الآن لكل من البنجر والقصب. واستطرد "السكر سلعة زراعية صناعية إستراتيجية يحتاجها كل فرد في المجتمع ويعتبر السكر علي مستوى العالم أرخص مصادر الطاقة اللازمة للإنسان، ومع ذلك لا يتجاوز عدد الدول العربية المنتجة للسكر من المحاصيل السكرية ست دول تحتل مصر المرتبة الأولى كأكبر منتج للسكر بين الدول العربية يليها السودان في المرتبة الثانية ثم المملكة المغربية في المرتبة الثالثة". هذا وقد يتجاوز الإنتاج العالمي من السكر 152مليون طن، تساهم البرازيل وحدها فيه بما يزيد على 20% من الإنتاج العالمي، وتأتي البرازيل الأعلى إنتاجاً علي المستوى العالمي، يليها الهند بنسبة تصل إلى 15%، ثم دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 12%، فيما يزيد إجمالي إنتاج السكر في الدول العربية كلها على 3.115ملايين طن سكر تمثل 2% من الإنتاج العالمي، وتلعب مجموعة الدول العربية دوراً رئيسياً في تجارة السكر العالمية حيث تشارك جميعها في استيراد السكر من السوق العالمي. و تأتي السعودية كثاني اكبر الدول العربية استثماراً في صناعة تكرير السكر الخام وإعادة تصديره وتأتي شركة صافولا السعودية والتي تكرر 1.2مليون طن وتسعى للوصول إلى 1.5مليون طن سنويا كمثال مميز للاستثمار في صناعة تكرير السكر العربية.