تقمصني صار أنا شرب من مائي البارد وأكل خبزي وعرقي مزجهما بعرقه الأسود أرى بعينيه الشجر أسودا وأشرب الماء كدرا رائحة هوائه رطبة منتنة وسقفه عال لايطال تقمصني صار أنا أشاح بيديه عندما رأى ابتسامتي صار يلوب في فمي كسمكة نطقت بسواده ورأيت الشمس تقطر موتا رأيت الحجارة تتكسر دوما لاتهدأ يدوي صوتها المخيف في جوف صدري يضحك الطبيب ولا دواء أشكو إليه صورة الشمس السوداء يزداد ضحكا يهز رأسه متأسفا ولا دواء أقبع في سجن ضلوعي بيت همهمات قلبي السابح في وهم الآتي ومأزق الحاضر أشكو أشكو أشكو يتردد صوت في الأفق لادواء لا دواء أمي في لحظة تلوحين يزداد نمو الأشجار حين تشعين يشتعل الحنين يغفو قلبي المسكين في توهج خيالك تنمو أشجار المساء وتبعث شمسي أفق جديد حين تبسمين يرتفع الموج يصهل خيل سكوني وتزداد السنين حين تلوحين تدنو السماء يعلو وهج السنين يرتفع دمع عيني القديم القديم تنقسم نفسي يطير هواء أضلعي يسقط فجأة حنينك يلقفه قلبي المكلوم ينهمر دمع قلبي أتقدرين؟ على كل هذا البعد أتقدرين؟ حين تلوحين أهجر طيني أقذفه بعيدا أغدو ريحا شمسا أرنو إلى دفنك القديم صورتك توقظ كل الحنين رائحة ثيابك تجذب عبق السنين صورتك في أفق خيالي تبدو كل حين في مطلع شمسي تذوب صورتك في صهد الشمس وتحت غبار الشمس وتحت غبار السنين تعود عصافير ذاكرتي تحمل فوق أجنحتها رماد السنين تنفض أجنحتها ويطأ وجهك المستدير أروقه عروقي أشتهي تقبيل رأسك المضمخ برائحة الحناء وطهر العائدين