الدرن كما هو معروف مرض بكتيري فتاك يقتل على ما يزيد عن 2مليون انسان سنوياً وازداد المرض شراسة بعد ظهور عوامل ساعدت على ان يكون اكثر فتكاً وأكثر شراسة. ومن هذه العوامل ظهور سلالات مقاومة للعلاج وتدني المستويات الاقتصادية والإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" ونحن هنا في المملكة العربية السعودية جزء لا يتجزأ من العالم الذي اصبح فعلاً كقرية صغيرة ما يحصل في أي جزء منها تتأثر ونؤثر به فلدينا دراسات تثبت وجود العديد من السلالات المستوردة والبعض منها مقاوم للعلاج وبعض المقاوم للعلاج اصبح أيضاً مقاوم بصورة أكبر وهذه السلالات أصبح يطلق عليها اسم X-MDR والدولة رعاها الله أولت هذا المرض أولوية قصوى سواءً كان من خلال برامج مكافحته والتي تتبناها وزارة الصحة او من خلال الدعم المالي المميز الذي تقدمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للبحوث العلمية. ولكن ما لم احسب له حساباً هو ما لفت اليه انتباهي عن طريق احدى الزميلات الباحثات وهو وجود عمالة مخالفة لأنظمة الإقامة الشرعية ومصابة بالدرن. هذه العمالة سواءً كانوا رجالاً أم نساء يدخلون مستشفيات وزارة الصحة للعلاج (الأمر الذي تكلفت به الدولة) ومن ثم وبعد مرور أسابيع وعند تحسن الحالة يهربون من المستشفيات رغم عدم الشفاء الكامل ويجدون للأسف الشديد ان كن نساء من يؤويهن في البيوت للعمل لدى ربات تلك البيوت هذه ظاهرة خطيرة جداً حيث ان هؤلاء الهاربات قبل التماثل التام للشفاء قد يعاودهن المرض وبصورة اشرس من قبل حيث من الممكن ان تكون الجرثومة اكتسبت مقاومة للعلاج وبالتالي مما لاشك فيه فهي سوف تقوم بنقل هذه الجرثومة الى افراد العائلة المتسترة عليها وما يزيد الأمر سوءاً قد تظهر اعراض الإصابة بعد سنتين من انتقال العدوى وكثير من المراجع العلمية (ومع وجود البصمة الوراثية) تشير الى ان عائلات بأكملها اصيبت نتيجة اختلاط افراد العائلة بشخص واحد مصاب. ولا تتوقف الإصابة عند هذا الحد فقد يختلط افراد العائلة بأقاربهم مما يسهل عملية النقل الى عائلات اخرى وهكذا تستمر الحالة الى مالا نهاية. وأما الرجال منهم فإنهم يعودون لمن يتستر عليهم داخل المزارع والمصانع او يختفون بين بني جلدتهم ليتناقلوا العدوى فيما بينهم وينقل فيما بعد الى افراد المجتمع. ولعل هذه الظاهرة تكون من اهم التعليلات لوجود سلالات مستوردة من الدرن في المملكة هذا ما توصلنا اليه من خلال دراسة بحثية لسلالات الدرن تمت العام الماضي وتم نشر هذه الدراسة في دورية علمية فالأمر خطير ومن حقي كمواطن غيور على افراد المجتمع ومهتم بشؤون الدرن في وطني ان أسأل.. على من تقع هذه المسؤولية اي مسؤولية هروب العمالة المصابة بالدرن من المستشفيات؟ وكيف يختفون؟ وكيف يتم الهروب؟ ومن حق المجتمع علي ان اقول وبصوت عال يامن تتسترون على العمالة غير النظامية التي وجدت لديكم المأوى خوفاً من الترحيل اقول لهم انتم تتسترون على قنابل موقوتة داخل بيوتكم ولو تمت اصابة احدكم بسلالة درن مقاوم عندها لا ينفع الندم. فلنقف صفاً واحداً ضد هكذا سلوك كي لا تنقل الينا العدوى بعيداً عن المجاملات وبعيداً عن الاستغلال لظروف هؤلاء الهاربين من العدالة بعيداً عن كل ما يكدر صفو الوطن ويوهن في عزيمة رجاله ونسائه. فالدرن مرض فتاك ان لم يقتل فهو يعيق عن العطاء والعمل.