خلافا للتوقعات التي اظهرتها استطلاعات الراي، فازت تسيبي ليفني برئاسة حزب "كاديما"، بفارق طفيف لا يزيد عن 431صوتا، على منافسها الأبرز وزير المواصلات شاؤول موفاز، فيما ستبدأ مشاورات فورية لتشكيل حكومة جديدة برئاستها، خلفا لحكومة سلفها ايهود اولمرت. ويفتح صعود ليفني الباب امام مرحلة جديدة في (اسرائيل) التي انشغلت خلال الشهور الماضية بفضائح الفساد التي لاحقت رئيس حكومتها، الذي كان يدير ائتلافا حكوميا بحده الأدنى. وبحسب القانون الاسرائيلي، يمهل رئيس الدولة بامهال الرئيس الجديد لكاديما 42يوما لتأمين غالبية نيابية وتأليف حكومة. واذا انقضت هذه المهلة دون تشكيل حكومة ائتلافية، يمكن لرئيس الدولة ان يكلف نائبا آخر تشكيل الحكومة، او ان يقترح على الكنيست التصويت على قانون حل نفسه والدعوة الى إجراء انتخابات مبكرة خلال ثلاثة أشهر على أقصى تقدير. وحصلت ليفني على 16.936صوتا، أي ما يشكل 43.1%، في حين حصل موفاز على 16.505أصوات تشكل ما نسبته 42%، أما مئير شطريت فقد حصل على 3.327صوتا تشكل 8.5%، بينما حصل آفي ديختر على 2.563صوتا تشكل 6% من الأصوات. وقد بلغت نسبة التصويت بين منتسبي "كاديما" 53.7%. وتقدم طاقم موفاز الانتخابي باعتراضات على نتائج الانتخابات، الا ان لجنة الانتخابات المركزية التابعة لحزب "كاديما" ردت هذه الاعتراضات. غير ان موفاز سلم بهزيمته واتصل بليفني مهنئا. كما سارع رئيس الحكومة إيهود أولمرت إلى تهنئة ليفني، قبل صدور النتائج النهائية الحقيقية، مؤكدا استعداده للتعاون الكامل في عملية نقل السلطة وتشكيل الحكومة الجديدة. وكانت النماذج الاستطلاعية التي أجرتها القنوات التلفزيونية الاسرائيلية اظهرت تفوق ليفني على موفاز بفارق كبير لا يقل عن 10% الا ان النتائج الحقيقية اظهرت فارقا بلغ 1.2% فقط بينهما وهي نسبة اعتبرت من قبل بعض الأوساط الإسرائيلية "غير كافية لتاتي برئيس حكومة جديد". وقالت ليفني مخاطبة مؤيديها: "لقد كنتم رائعين، وقد فاز الأفضل. لن أخيب آمال أحد، وسأعمل الشيء الصحيح، كما تنتظرون مني... لقد قاتلتم كالأسود وكل ما أريده أن أحقق ما قاتلتم من اجله". واذا ما تمكنت ليفني من تشكيل حكومة جديدة فانها ستكون المراة الثانية التي تتولى منصب رئيس الحكومة في (اسرائيل) بعد غولدا مائير (1969-1974). وتعقيبا على هذا المقارنة قالت ليفني: "أنا لست غولدا مائير الثانية بل تسيبي ليفني الأولى، وسأقود (اسرائيل) في الفترة المقبلة". واعلنت انها ستبدأ سلسلة لقاءات مع رؤساء مختلف الكتل البرلمانية تمهيدا لتشكيل ائتلاف حكومي جديد برئاستها. وفي الجهة المقابلة، تنفست السلطة الفلسطينية الصعداء لفوز ليفني كونها رئيس الطاقم الاسرائيلي للمفاوضات النهائية،- كما عبر عن ذلك اكثر من مسؤول في وقت سابق- لكنها لزمت جانب الحذر في التعليق على خروج اولمرت من الحلبة السياسية واعتبرت ما يحصل هو "قضية اسرائيلية داخلية. واعرب رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات عن امله في فوز ليفني برئاسة "كديما" فرصة لمفاوضات جدية مع الجانب الفلسطيني". وقال: "نأمل ان تكون هناك مفاوضات جدية حول كل المسائل وان يختار الناخب الاسرائيلي تفكيك المستوطنات والجدار العازل (الفاصل بين اسرائيل والأراضي الفلسطينية)". من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أمس ان وصول تسيبي ليفني الرئيسة الجديدة لحزب كاديما الى سدة الحكم يعني "استمرار سياسة القمع والعدوان" ضد الشعب الفلسطيني. هذا وذكرت الاذاعة العامة ان موفاز اعلن انه سينسحب مؤقتا من الحياة السياسية بعد هزيمته. وأكد موفاز لناشطين اجتمعوا في مكتبه قرب تل ابيب "أحتاج الى فترة استراحة لأتخذ قرارا في شأن مستقبلي". واضاف موفاز رئيس الاركان السابق ووزير الدفاع السابق "اقبل نتائج الانتخابات الداخلية وأتمنى للحكومة والشعب أياما أفضل وقيادة حازمة".