"إن الأهداف الخيرية المنبثقة من تعاليم الإسلام، والتي تضمنها النظام الأساسي للمؤسسة، تحتم علينا جميعا مواصلة العمل الجاد والدؤوب لكي تظهر هذه المؤسسة إلى حيز الوجود، لتحمل في طياتها إن شاء الله الخير والعطاء لأبناء هذا البلد الكريم وموطنيه، ولترعى شؤون أخوة لنا جعلتهم ظروف الحياة بحاجة إلى الرعاية والعناية المميزة التي سوف تقدمها هذه المؤسسة إن شاء الله". سلطان بن عبدالعزيز * تعد المملكة رائدة على المستويين العربي والإسلامي في توفير مظلة من الخدمات والحقوق لفئة المعوقين، انطلاقاً من منظومة القيم الاجتماعية والإنسانية والانتماء الديني إلى أشرف الرسالات. ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية في مقدمة المؤسسات السعودية غير الحكومية التي تسهم بنصيب وافر في رعاية المعوقين والعمل على إعادة الثقة إليهم، وتبديل نظرة المجتمع إليهم عبر دمجهم في سوق العمل ليصبحوا أعضاء منتجين. وبذلك ترفد المؤسسة السياسة الرسمية الحكيمة التي باتت موضع احترام على الصعيد الدولي. عناية صحية وتأهيلية سارت مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود في عنايتها بالمعوقين في خطين متكاملين، أحدهما تقديم هذا النوع من الخدمات إلى المعوقين مباشرة من خلال ما يضمه هذا الصرح المتميز من طاقات بشرية مؤهلة وإمكانات تقنية ومادية، والثاني يمد رعاية المعوقين بالعون السخي الذي تقدمه المؤسسة إلى الجهات العاملة في هذا الميدان الإنساني المشرق. ففي الخط الأول وهو العمود الفقري لجهود المؤسسة، يأتي اسم مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية في موقع الصدارة، لما تتميز به المدينة من بنية علاجية وتأهيلية رائعة بشهادة المنظمات الدولية وكبار الخبراء الأجانب الذين اطلعوا على جانب من نجاحاتها. إذ تضم مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية مركزاً للتأهيل الطبي، ومركز النقاهة ورعاية كبار السن، ومركز تنمية الطفل، ومبنى للعيادات الخارجية، وصالة للنشاط الرياضي، ومبنى الإدارة، وقاعة للمؤتمرات، وإسكان للطاقم الطبي والتمريضي. وتنقسم الخدمات التي تقدمها المدينة إلى قسمين رئيسين هما التأهيل والعيادات الخارجية، أما في مجال التأهيل فتضم المدينة أكبر مركز تأهيل طبي في الشرق الأوسط للمعاقين ممن يُعانون من عجز جسماني أو خلقي أو إدراكي، وتتميز المدينة بتوفير جميع الأقسام والخدمات التي يحتاجها المرضى الخاضعين للتأهيل. وتُقدم المدينة عددا من البرامج المتخصصة في مجال التأهيل، ومنها: برنامج تأهيل إصابات العمود الفقري الذي يوُفر رعاية تأهيلية مستمرة للأشخاص المصابين بأنواع مختلفة من الشلل نتيجة لإصابة أو لمرض في الحبل الشوكي، ويرُكز البرنامج على استعادة أكبر نسبة من القدرات الحركية وذلك أثناء تدريب وتعليم المصاب وأسرته ، للتأقلم مع القدرات التي تساعد على التعايش مع التغيرات الحياتية التي نتجت عن الإصابة، وكذلك برنامج تأهيل الإصابات الدماغية الذي يقدم خدماته للمصابين دماغياً نتيجة حوادث مختلفة أو نتيجة للاختلالات العصبية أو اختلالات النمو، ويُساعد فريق العمل بالبرنامج من خلال التقييم الشخصي للحالة على رسم خطة علاجية وتأهيلية متكاملة تغطي كافة جوانب إصابة المريض وتوضح الأهداف المتوقعة بالنسبة لشفائه . ومن برامج التأهيل أيضاً برنامج مبتوري الأطراف الذي يُقدم تأهيلاً وعلاجاً متكاملين بعد عملية البتر أو للحالات المستقرة للبتر السابق، أو العيوب الِخلقية وحتى تركيب الطرف الصناعي وعودة الشخص إلى منزله وبيئته، ويحتوي البرنامج على أحدث التقنيات العالمية للأطراف العلوية والسفلية التي تساعد على الوصول إلى أفضل النتائج بالنسبة للتأقلم في البيئة اليومية . وهناك أيضاً برنامج تأهيل الجلطات الدماغية الذي يعمل على استعادة القدرات التعليمية والنشاطات الحركية للتعجيل في الشفاء من آثار الجلطات الدماغية ( بإذن الله) والحد من الإعاقة المرتبطة بها. ويُقدم الفريق الاختصاصي بالبرنامج أفضل الخدمات الممكنة لمساعدة المصاب على استعادة قدراته اليومية والحركية مع تدريبه على العناية بنفسه. ويوجد أيضاً برنامج لتأهيل الأطفال والتدخل المبكر، حيث هذا البرنامج يعمل على تأمين خدمات تأهيلية شاملة للأطفال ذوي الإعاقات المختلفة، ويشتمل على العلاج الطبيعي، والتعليم الخاص ، والخدمات الاجتماعية والنشاطات الترفيهية ، إضافة إلى توعية وتدريب أسرة الطفل لتمكينها من المشاركة في البرنامج بشكل مباشر. كما تبنت المدينة برنامجا لتأهيل الأطفال السياميين بعد اجراء عمليات فصلهم. ويوجد في المدينة عيادات خارجية تحتوي كافة التخصصات الطبية والخدمات المساندة لها وخاصة التي ترتبط بالتأهيل. نماذج واقعية حققت المدينة نجاحات فريدة في التأهيل على مستوى الشرق الأوسط، ومن نماذج هذه النجاحات العشرات بل المئات من الأطفال والشباب والفتيات الذين يعايشون الآن نوعا مختلفا من المشاعر بعد أن تمكنوا بفضل الله ثم بفضل الرعاية المتخصصة التي قدمتها لهم مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، من أن يتجاوزوا ظروف إعاقتهم وأن يستعيدوا قدراتهم على أداء أمورهم الحياتية دون حاجة إلى مساعدة الآخرين. الطيار محمد. . أحد منسوبي شركة طيران الخليج، لم يكن يتصور يوماً أنّه يستطيع العودة للتحليق فوق السحاب قائداً للطائرة بعد أن فقد ساقه إثر حادث سير خلال عودته من أداء فريضة الحج. رحلة الكابتن "محمد" من اليأس إلى الأمل. . كانت تجربة قاسية، واختيارا حقيقيا وهو يحمد الله العلي القدير أن أعانه على تجاوزها، فقد شعر في لحظة ما أنّ كل شيء انتهى، المستقبل والحياة وحتى القدرة على المشي، فما بالك بالعودة للمهنة والهواية التي يعشقها والتي تتطلب مواصفات خاصة؟! بعد أن اضطر الأطباء لبتر ساقه إثر الحادث المروري البشع الذي تعرض له، نصحه الأطباء باللجوء إلى مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية للخضوع لبرنامج علاجي وتأهيلي متطور، وكذلك تركيب الأجهزة المساعدة التي تمكنه من التغلب على مشكلة فَقءدَ ساقه، وتتيح له المشي بسهولة. وبعد عدة شهور من العلاج والتأهيل المكثف على أيدي فريق من المتخصصين في عيادات العظام والعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي تمكن الكابتن "محمد" من المشي بسهولة، ثم عاد لممارسة رياضة الجري التي يفضلها والتي حُرم منها منذ الحادث، ولم يكتف فريق التأهيل بالمدينة بذلك. . بل وضع برنامج خاص له، مع استنهاض هممه في تجاوز ظروف حالته، وتم تزويده بطرف صناعي رياضي لممارسة رياضة الغوص، وآخر للحركة والانتقال، وشيئاً فشيئاً عاد الطيار "محمد" لممارسة قيادة الطائرات بعد أن تجاوز عدة اختبارات قياسية، ليقد نموذجاً رائعاً من التحدي، وشهادة نجاح فريدة لما تقدمه مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية من رعاية متطورة متكاملة تمثل نقلة نوعية في منطقة الشرق الأوسط. ومن فلسطينالمحتلة جاء "صخر" - أحد أبطال الانتفاضة - الذي أصيب بشظية من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى بتر ساقيه، وبعد أن كاد اليأس أن يتسرب إلى البطل، جاءت إشراقة الأمل عبر بوابة مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، وبتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، احتضنت المدينة البطل المصاب، ووفرت له كافة أشكال الرعاية والتأهيل إلى جانب التجهيزات الطبية والأجهزة المساعدة المتطورة المتمثلة في طرفين صناعيين وفقاً لأرقى التقنيات، وتأهيله لاستخدامهما بمرونة ومهارة، مما مكنه من الاعتماد على نفسه في الحركة، وأداء أموره الحياتية بما فيها قيادة السيارة والعودة للعمل، وأيضاً الزواج وتكوين أسرة. أما الشاب "عبدالله الفيفي"، فقد ولد بتشوه خلقي عبارة عن عدم وجود الساق والقدم اليمنى من فوق الركبة مع وجود أصابع تم إزالتها بعملية. وقد تم تركيب طرف صناعي له منذ أن كان عمره ثلاثة سنوات. . ولكنه احتاج إلى تغيير مستمر للطرف الصناعي حتى يتمكن من سهولة الحركة واللعب، وليتجنب آلام الظهر التي يعاني منها والعرج أثناء المشي. وانضم "عبدالله" في شهر ديسمر 2003إلى مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، ومنذ أن جرّب الطرف الصناعي الذي صُمّم له خصيصاً بما يتلاءم مع متطلباته الرياضية الطموحة استطاع أن يحقق أحلامه الرياضية. فقد تم تركيب طرف رياضي له بالإضافة إلى طرف عادي أكثر مرونة كما تم تثبيت الركبة بعد أن كانت تسبب له المتاعب. ويمارس "عبدالله" كرة القدم في حين يطمح إلى التخصص في كرة السلة، حيث رُشح لمعسكر المنتخب السعودي للمشاركة في بطولة الخليج، كما حصل على المركز الأول في بطولة اختراق الضاحية التي أقيمت في المنطقة الشرقية. كما يمارس "عبدالله" ألعاب القوى أيضاً، وقد مثل المملكة كلاعب في الاتحاد السعودي الدولي لذوي الاحتياجات الخاصة في ألعاب القوى في الإمارات العربية المتحدة ، حيث حقق الميدالية البرونزية في رمي الجلة والرمح والقرص، كما حصل على الميدالية الفضية في الكويت. و"عبدالله الفيفي" صار مؤخراً موظفا في مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية وبات مسؤولاً عن العلاج الترفيهي والرياضي، ليبدأ فصلاً جديداً من حياة حافلة بالأمل والعطاء، ويسهم في إنقاذ معوقين آخرين من الإحباط ويجعلهم بإذن الله أبطالا يرفعون راية بلادهم العزيزة عاليا، مثلما فعل هو. شهادات عالمية لا يخفي فريق العاملين بمدينة سلطان للخدمات الإنسانية مشاعر الرضا والفخر عندما يستمعون إلى البروفيسور "ريكر هارد شولتس" مدير معهد الدراسات الشرقية بجامعة لايبزج الألمانية، وهو يصف أداء المدينة بأنه "يضاهي أفضل المراكز المماثلة في ألمانيا، وربما يفوقها في بعض التخصصات". وسر مشاعر الفخر التي غمرت الأطباء وإخصائيي التأهيل في المدينة يرجع إلى أنّ هذه الشهادة أتت من خبير عالمي كبير لا يجامل، وهو يمثل ألمانيا التي تعد أشهر دول العالم في التأهيل والعلاج الطبيعي. وتتوالى عبارات الإشادة والتقدير الدولية على مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية بصورة شبه يومية من المراكز والهيئات المتخصصة في العالم، وهو حصاد مشرف لم يكن وليد المصادفة، بل هو نتاج منظومة من العمل المؤسسي المتطور الذي يتميز بمنهجية علمية تضارع أرقى مؤسسات العلاج والتأهيل في العالم. مؤازرة شركاء الرسالة لكي لا تزدوج الجهود ولا تهدر النفقات في غير سبيلها، وحرصا على التعاون في تحقيق الغاية النبيلة ذاتها، تحرص مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، على التنسيق مع المؤسسات الوطنية العاملة في مضمار رعاية المعوقين وتساندها بكل دعم ممكن. وهذا ما عبّر عنه بكل وضوح الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز الذي أكّد حرص سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله على بذل أقصى الجهد معنويا وماديا، لخدمة قضايا المعوقين ودعم كافة الجهود التي تسعى لتأهيل الأطفال المعوقين بشكل خاص، ودمجهم في المجتمع كأعضاء نافعين لأنفسهم ومحيطهم، منوهاً بالتوجيهات السامية من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، لكي تضيف المؤسسة إلى جهودها الذاتية المتميزة في هذا الحقل الإنساني، دعم جميع الجهات الوطنية التي تسهم في رفع المعاناة عن الأطفال المعوقين، وتسعى إلى إعادة تأهيلهم عضويا وعلميا ونفسيا. وأشار الأمير فيصل بن سلطان إلى أن ولي العهد الأمين قد تبرع لجمعية الأطفال المعوقين حتى الآن بما يزيد على ثلاثين مليون ريال، كما تفضل سموه بشمول كثير من فعالياتها برعايته الكريمة، بما في ذلك حفل افتتاح مشروع توسعة مركز جمعية الأطفال المعوقين بالرياض عام 1416ه، وحفل افتتاح مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز لرعاية الأطفال المعوقين بالمدينةالمنورة، وحفل وضع حجر الأساس لمركز الأمير سلمان بن عبد العزيز لرعاية الأطفال المعوقين بحائل وحفل الاجتماع الأول لمؤسسي مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الذي استضافته مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية. وأضاف الأمير فيصل بن سلطان أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله - خلال رعايته افتتاح المقر الدائم للجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية (مجمع الأمير سلطان لتأهيل المعاقين) والذي حظي بدعم كريم من سموه قدره 20مليون ريال، كان قد أهدى المعاقين قراراً نبيلاً بإنشاء صندوق خيري إنساني للصرف على المعاقين المحتاجين وافتتح سموه التبرعات للصندوق بمبلغ (5) ملايين ريال فضلا عن تقديم مليون ريال سنويا، بالإضافة إلى دعم الجمعية السعودية الخيرية للتوحد بمبلغ 10ملايين ريال، والجمعية الخيرية لمكافحة السرطان بمليون ريال سنويا. كما قدم الأمير سلطان تبرعاً شخصياً قدره خمسة ملايين ريال لدعم برامج وأنشطة الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك للإسهام بنهوض برامج وأنشطة الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الهادفة إلى خدمة هذه الفئة من المجتمع الرياضي. وشدد الأمير فيصل بن سلطان على حرص مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية بتوجيهات سمو ولي العهد الرئيس الأعلى للمؤسسة، على النهوض بدور متميز في مجال رعاية المعوقين، يتمثل في دعم الفعاليات والمؤتمرات والندوات والمعارض ذات الصلة، كدعم المشروع الوطني لتقويم تجربة دمج الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في مدارس المملكة، وندوة "جهود التعرف المبكر على أخطار الإصابة بالإعاقة لدى الأطفال في دول مجلس التعاون الخليجي"، التي عقدت قبل أيام، فضلاً عن دعم مالي سخي لمركز الرعاية النهارية للأطفال المعاقين بالمدينةالمنورة.