كشفت الأممالمتحدة بعد تحقيقاتها في موضوع تطوير الأسلحة النووية أن ليبيا حصلت على مسودة تركيبة القنبلة النووية بكل بساطة عبر الإنترنت. وبسبب سهولة تداول المعلومات على شبكة الإنترنت عبر البرادعي الرئيس الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذريّة عن قلقه من أن معلومات حساسة كهذه قد تقع في أيدي أي كان. البحث الذي قامت به الأممالمتحدة على امتداد 4سنوات لمعرفة كيف نشأ المشروع النووي الليبي، وعلاقة ليبيا بالعالم الباكستاني عبد القدير خان أسفر عن ولادة تقرير مثير للقلق. إذ يحتمل أيضاً أن دولاً أخرى مثل إيران وكوريا حصلت على "وصفة" القنبلة النووية من خان بنفس الطريقة ومن خلال تداول المعلومات عبر الانترنت. وخصوصاً أن التحقيقات كشفت أن خان كان قد عمل على هذه المعلومات منذ عشر سنوات سابقة لما كان معروفاً عن نشاطه. كشف تقرير البرادعي أيضاً أن ليبيا كانت قد اتخذت خطوات لبناء منشأة نووية لتصنيع البلوتونيوم باستخدام تصميم ألماني، وهذا التصميم هو "خلطة" أخرى لصناعة القنبلة النووية بطريقة تختلف عن الوصفة التي كان قد قدمها عبد القدير خان لليبيا. وحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الذرية فإن ليبيا عرفت كيف تطبخ القنبلة الذرية لأنها اشترت الوصفات التقنية المختلفة من شركات وأفراد غربيين مختلفين. لكن ما يقلق الأممالمتحدة حقاً أن المعلومات التي حصلت عليها ليبيا لصناعة القنبلة الذرية نقلت جميعها عبر الانترنت، وهناك عدد من الأشخاص في الشبكة التي انتقلت من خلالها المعلومات على معرفة بهذه المعلومات الحسّاسة ولديها نسخات من هذه المشاريع. والقلق الشديد يتمحور على معلومات تخصيب اليورانيوم عبر الطرد المركزي، وتصاميم الأسلحة النووية. إضافة إلى وثيقة أرسلت عبر الانترنت تحمل معلومات حول كيفية تصنيع معدن اليورانيوم وتحويله إلى رؤوس نووية وأن نسخة لها علاقة بالموضوع تم العثور عليها في إيران. ولذلك يتوقع قريباً أن يقوم البرادعي بتقديم تقرير مفصّل متعلق بالأسلحة النووية في إيران لمجلس وكالة الطاقة الذرية. الأممالمتحدة أيضاً قامت ببحثها الخاص المتعلق بالبرنامج النووي الليبي بعد أن ضغطت بريطانيا وأمريكا على العقيد القذافي عام 2003لإقناعه بالتخلي عن برنامجه النووي. وحسب ما جاء في كتاب لدوغلاس فرانتس وكاثرين كولينز حول شبكة عبد القدير خان النووية، فإن قرار القذافي التخلي عن برنامجه النووي جاء بعد أن قامت كل من الاستخبارات الأمريكية والبريطانية بضبط سفينة محملة بالمواد النووية في طريقها إلى ليبيا في أكتوبر من عام 2003.ورغم أن ليبيا تعاونت تماماً إلا أن المخاوف لا زالت قائمة لأن السر أصبح متداولاً ويستطيع أي كان البناء على المعلومات الأساسية المتوفرة في نسخ المسوّدة التي انتقلت عبر الانترنت عدة مرات. وخصوصاً أن المخاوف تنبع من ان تكون أي منظمة إرهابية قد وضعت يدها على مكونات الخلطة أو طريقة عملها، وبالتالي يتوقع أن تطبخ جهة إرهابية ما وجبة قذرة.