ما يحدث في انتخابات أمريكا من تسابق على رضا مختلف الكنائس في محاولة للحصول على أصوات اليمين المتطرف يشبه ماحدث لدينا في انتخابات المجالس البلدية. هل تذكرون القائمة الذهبية تصدر من اليمين السعودي بالأسماء المرشحة. وللأسف من دون أدنى تفكير تسابق الناس في تقرب متقربين إلى الله - أو هكذا اعتقدوا- بالتصويت للقائمة الذهبية من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتقصي عن مرشحيهم. هكذا أفرغ الناس عقولهم من كل شيء إلا من الوصاية الدينية من دون أن يعوا دروس الحياة التي أثبتت أن البشر مهما علت مراتبهم ليس لهم عصمة. أنا شبه متأكد أن هذه الآلية سيكون لها الأثر الأكبر في أي انتخابات قادمة. نعود إلى الانتخابات الأمريكية. فالمرشحون يحاولون أن يتبنوا بعض القضايا التي تهتم بها الكنيسة. وبرغم أن هذا كان لكسب الأصوات في البداية إلا أنه أفرز قيادات يمينية متطرفة في ولايتي بوش الابن لم تشهدها الولاياتالمتحدة من قبل برغم أن الولاياتالمتحدة تعتبر أكثر الدول الصناعية تدينا. وللأسف فإن هناك مرشحين في الانتخابات الأمريكية انتخبوا بناء على خلفيات دينية، وأصبح مصطلح المسيحي الحق، أو مسيحي صالح عبارة تزكية رددها بوش كتبرير اختيار لأعضاء إدارته. وكما هو متوقع فإن تسييس الدين أوجد ردة فعل لدى الناخب الأمريكي. نشر مركز بيو للدراسات الاستقصائية نتائج استطلاع يفضل فيها 52% من الأمريكيين أن يبقى القادة الدينيون بعيدين عن الخطاب السياسي. ولكن هذا يعني أن 30-48% من الشعب الأمريكي لايزال يقبل بتدخل الدين في السياسة. وفي استقصاء مشابه فإن 50% من المحافظين يرى عدم تدخل الكنيسة في السياسة في عام 2008م مقابل 30% قبل عقد من الزمن. ولا يزال الجمهوريون هم صوت الكنيسة الأقوى لدرجة أن بعض الديموقراطيين اقترح تبني اليسار المحافظ لمجاراة الجمهوريين في استحواذهم على الأصوات المحافظة. وما أرى أدلجة السياسة إلا استمرارا لما سبق: جَعَلوا الدّينَ طَوائفء تدعي الحق ولا حق سواه تقتل الناس بتفويض الإله مزقوا الدولةَ أشلاءَ دُوَلء خَلَقُوا فيها التّحَزُب والتَنَاحُرء ونَمَتء فيها الطّوائف والعَشَائِرء صَنَعوا للحرب من تلك خَمَائِرء حَشَدوا كلَ الذَخَائرء أيُّ فَرءقٍ بين فَأسٍ مِن حَجَرء أو شظايا نار يرميها قَمَرء إن يَكُنء في الحالتين من ضحاياها البَشَر